أطلق الشاعر جنيد محمد الجنيد تأملاته المتعمقة في تفاصيل الحياة الحضرمية، من خلال ديوان جديد (منمنمات حضرموت)، جاء في نحو 88 صفحة من الحجم المتوسط، اعتنى بتنضيده وإخراجه حسن أحمد بلجعد، فيما تكفل بتوزيعه دار حضرموت للدراسات والنشر. استعرض الجنيد في ديوانه ملامح حضرموت التاريخية، في أربعة فصول، استهلها (بوشم المدن) الذي حوى قصائد باذخة حملت أسماءها مجموعة من مدن حضرموت العتيقة بدأها بالمكلا ، وسيئون ، والشحر، وشبام، ودوعن، وعينات. وحمل الفصل الثاني (عبق المهد) عددا من القصائد التي تتجلى فيها روح الشاعر الأبية وحنينه إلى الماضي الجميل، مستحضرا روح جده الشاعر ابن شهاب، ظهر ذلك واضحا في قصيدة (ابتهالات المنازل الأولى) التي أهداها لمسقط رأسه مدينة تريم، وهي تحتفل عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010م. قدم الجنيد من خلال قصائده مجموعة من الحقائق التاريخية، باستنطاقه حصون حضرموت التليدة التي جمعها في الفصل الثالث (على الحصون أقتفي طللا) تقدمها حصن الغويزي، والرناد ، وهمزة قنا، وقصيدة ترصيع على رايتين. احتضن الفصل الرابع (تجليات حضرمية) مجموعة من القصائد المفعمة بروح الانتماء والفخر، الذي تغنى به الشاعر مستعرضا وقفات من تاريخ حضرموت العريض، تجلى ذلك في قصيدته (حضرموت) و(مدونات الحضرمي في هجرته شرقا)، ولعل الوقت لم يمنح للشاعر الفسحة كي يقدم إهداء أو مقدمة لديوانه، مكتفيا بما حوته دفتا الديوان من جواهر حضرمية نفيسة، ليست بحاجة إلى من يقدمها للقارىء، وكأنه يكتفي عن ذلك بآخر قصيدة (توقيع حضرمي) وبصورة الغلاف التي انطبع عليها مدخل بيت الشاعر في تريم، تحكي ملامحه تاريخا مشرقا يجمع بين العراقة والتراث الحضرمي الأصيل. وبهذا الديوان يضيف الجنيد لمكتبة الشعر اليمني والعربي ديوانا جديدا حضرميا بامتياز، بالإضافة إلى إصداراته السابقة أكليل لامرأة قتبانية، وأعراس الجذور، وحوارية طائر الرماد، وتأوهات للأمير السبئي.