تحولت حدائق بيروت إلى مأوى للعائلات السورية النازحة، التي لا تجد لها مسكنا في ظل الغلاء المعيشي الذي يقابله ظروف مادية سيئة يعاني منها اللاجئون، وصعوبة إيجاد مسكن مع تزايد أعداد النازحين بشكل كبير. أربع عائلات ويتيم، نزحوا من حمص إلى لبنان، منذ 20 يوما، التقتهم «عكاظ» حيث يعيشون في حديقة تحت جسر الكولا في بيروت. سامر إبراهيم أب لستة أطفال يقول ل«عكاظ»: «وصلنا إلى لبنان ظنا منا أن الوضع سيكون أفضل وإذا بنا نجد أنفسنا في الشارع من دون مال ولا طعام، فالإيجارات باهظة الثمن، فأي غرفة لا يقل إيجارها عن 300 دولار، ونحن لا نملك شيئا». ويضيف: «حاولت كثيرا أن أجد عملا إلا أن الأمر صعب جدا لاسيما أنني لا أملك مسكنا أترك فيه زوجتي وأولادي إذا ذهبت إلى العمل»، مؤكدا أنه سجل اسمه في أكثر من جمعية وكذلك في مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، إلا أن أحدا لم يساعدهم. ويشير ل«عكاظ» إلى أن ابنه رضيع والحليب نفذ منذ أسبوع. وخديجة أخت سامر، التي فقدت زوجها وابنتها خلال الأحداث في سورية، نزحت مع أولادها إلى لبنان، وتخبر «عكاظ» أن النوم في الشارع كان آخر ما تتوقعه في حياتها، مضيفة «نحن لا نملك شيئا، بعض المارة يتصدقون علينا ببعض المال أو ببعض الطعام الذي يكون أحيانا متعفنا». أما يمن رفاعي أم لثلاثة أطفال (ابنتان وصبي)، فهي التقت عن طريق الصدفة بعائلة إبراهيم وكما يقول المثل «المصيبة تجمع الناس»، تشكو ل«عكاظ» وتقول: «ابنتي ضحى (9 سنوات) خضعت لعملية قلب مفتوح منذ فترة ووضعها صعب ولا يمكنها أن تعيش في ظروف كهذه»، مشيرة إلى أن زوجها توفي خلال الأحداث في سورية، وقد ساعدها ثوار الجيش الحر حتى تستطيع المجيء إلى لبنان». أما الطفل علاء طه دعبول (13 عاما) فقد قتل والداه في الأحداث وضاع أخوته، وبات وحيدا، التقى بيمن وعائلتها، وأتوا إلى لبنان. يختصر معاناته بجملة واحدة «تعبنا من النوم على الحصى، نحتاج إلى منزلٍ آمن وخبز غير متعفن».