عزلة تامة وافتقار للخدمات ومعاناة الانقطاع عن الطرق المسفلتة، رغم ما تشهده من نمو عمراني مطرد أدى بأهالي هجرة النويبعة التابعة لمركز الرويضات لمناشدة الجهات المعنية بضرورة النظر بعين الاعتبار لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية للأبناء والأهالي. ويؤكد عدد من أهالي النويبعة ل«عكاظ» أن الطريق لمركز الرويضات أو محافظة أملج يحتاج إلى تعبيد وسفلتة، لافتين إلى استحالة العيش بهذه الهجرة والهجر القريبة نتيجة انعدام الخدمات رغم توفرها في كل مناطق المملكة. وأوضح المواطن مسعد راشد السميري أن أهالي المنطقة يعيشون معاناة حقيقية بعزلتهم وعدم استفادتهم من الخدمات التي توفرها الدولة، فالطريق غير مسفلت، «مما يعرقل تحركاتنا وسفرنا للمحافظات والمدن المجاورة، بالاضافة إلى أنه الطريق الوحيد لطالبي العلم يوميا من الطلبة والطالبات، ناهيك عما يسببه من تلفيات للمركبات، الأمر الذي يكبد الأهالي خسائر مادية ومعنوية». ويشير فيصل سليم إلى أن الأقارب والأبناء المقيمين خارج المنطقة يضطرون إلى إيقاف مركباتهم الصغيرة بقرية الرويضات، حيث يستقلون جميعا مركبة واحدة يرون أنها قادرة على قطع الطريق للوصول إلى هجرة النويبعة أو الهجر المجاورة، كما أن هناك من لا يستطيعون التنقل أو التحرك في أي مكان، ما يجبرهم على قضاء أوقاتهم حبيسي بيوتهم، بخلاف انقطاع الاتصالات عن كل الشبكات العاملة، وانعزال الأهالي تماما عن العالم حيث لا يستطيعون الاستغاثة في الحالات الطارئة لا سمح الله، وعلى من يرغب في الاتصال قطع مسافة طويلة خارج الهجرة حتى تتوفر وسائل الاتصال. ويشير عيد غانم إلى أحد الجوانب الإيجابية في الهجرة، مؤكدا وصول التيار الكهربائي للقرية، مما أدخل السعادة على الكثير من المواطنين الذين عانوا لسنوات من لهيب الحر في الصيف، وقساوة البرد في الشتاء، لافتا إلى أن الأهالي في حاجة ماسة للعديد من الخدمات كسفلتة الطريق وتوفير شبكات الاتصال على أنواعها ليحيا المواطن الحياة الكريمة التي وفرتها الحكومة الرشيدة حفظها الله. ويؤكد صياح سويعد من سكان هجرة الصحفة والقريبة جدا من هجرة النويبعة أن ما يتوفر لهجرة النويبعة من خدمات هو بلا شك سيخدم هجرة الصحفة التي تفتقر أيضا لكافة الخدمات الأساسية. وفي إطار ذي صلة بين أهالي قرية الرويضات التابعة إداريا لمحافظة أملج وتبعد عنها 50 كيلومترا، وقوعها على الطريق الرابط بين أملج والمدينة المنورة حيث تشهد نموا متسارعا يتطلب مواكبة من الخدمات الصحية، وتفتقر إلى مركز صحي يخدم القرية والقرى التابعة لها، ما يضطر المواطن للسفر بحثا عن العلاج، بخلاف تحصين الأطفال الذي يحتاج إلى زيارات متكررة للمراكز الصحية، كما أن ما يقدمه القطاع الصحي من خدمة لأبناء القرية بإرسال فريق للطبابة كل شهر أمر لا يكفي بأي حال من الأحوال. ويناشد أهالي قرية الرويضات الجهات ذات العلاقة باستحداث مركز صحي في القرية لخدمة سكانها، وسكان القرى المجاورة، حيث تعد القرية الرئيسية للهجر التابعة لها، لافتين إلى أن أي نمو إداري أو صحي أو تعليمي أو اجتماعي سيكون رافدا خدميا للقرى المجاورة بأكملها.