كشفت ل«عكاظ» مصادر أن وزارة الصحة شكلت لجنة عاجلة للتحقيق في أوضاع مستشفى العيون بجدة، وذلك عقب تلقي اللجنة شكاوى أكثر من 20 موظفا ضد إدارة المستشفى، فيما يجري حاليا استكمال دراسة المستندات والتحقيقات، كما طالبت اللجنة بإيقاف أي قرارات حتى تنتهي من دراسة المستندات والتحقق منها. وبينت ذات المصادر أن اللجنة حضرت إلى المستشفى لتقصي الحقائق دون إبلاغ إدارة المستشفى بآليات التحقيق إلا في يوم حضورها، لافتة ذات المصادر إلى أن اللجنة لم تتخذ أي إجراء وإنما رفعت المعاملة مرة أخرى بشكاوى جديدة من الموظفين ثم حضرت اللجنة مرة أخرى للتحقيق ولم تصدر أي قرارات حتى الآن. وفي السياق نفسه حصلت «عكاظ» على نسخة من محاضر صادرة من هيئة الرقابة والتحقيق، بعد جولة تفتيشية على المستشفى، وتضمنت المحاضر أن هناك 12 قسما في المستشفى وأنه تم التأكد من عدم وجود الموظفين الفنيين في الساعة 3:30 عصرا وذلك قبل نهاية الدوام الرسمي بساعة ونصف الساعة، فضلا عن محاضر زيادة نسبة اختفاء الأجهزة من العيادات الخارجية، وغياب أجهزة طبية من العيادات الخارجية، ثم اختفاء جهاز حاسب من عيادة الفحص الخاصة التابعة لغرفة العمليات، إضافة إلى سرقة جهاز حاسب آخر من عيادة البصريات، وتم التحقيق في القضية والتحفظ على التحقيقات. كما تضمنت البنود شكوى موظفات ضد رئيسة أحد الأقسام إذ جاء في منطوق الشكوى أنها تقوم باستخدام سلطتها بشطب حضور وخروج الموظفات حسب مزاجها، وقدم في حقها شكوى ضد طريقة تعاملها وعدم المساواة في تطبيق الأنظمة مع نحو 19 موظفة في نفس القسم، كذلك قيام موظفين فنيين بمزاولة مهام قيادية إدارية مخالفين بذلك أنظمة وزارة الصحة، وكانت صحة جدة كشفت في تعميم لها صادر لمستشفى العيون عن وجود أعداد كبيرة من المشمولين بلائحة الوظائف الصحية مكلفين بأعمال إدارية بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم الفنية، مطالبة بالالتزام بالعمل حسب ما ورد في اللائحة الصحية، ومهددة بنقلهم إلى الكادر العام للموظفين الإداريين وحرمانهم من بدل التفرغ. وعلمت «عكاظ» أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة تلقى عدة شكاوى من الموظفين ضد إدارة المستشفى تمثلت وفقا لقول المصادر في سوء المعاملة، والتعسف في استخدام السلطة، وتحويل بعض الموظفين للتحقيق أو إعطائهم إنذارات بدون تحقيق، وورد في الشكاوى اتهام الإدارة بالمحاباة في بدل التميز وتغيير التقويمات الإدارية لصالح بعض الموظفين وحرمان المستحقين. وورد في الشكاوى، أن هناك جهازا طبيا تبلغ قيمته أكثر من مليونين، يقبع في إحدى الغرف ولم يستخدم منذ سنوات بسبب عدم وجود مؤهلين لاستخدامه، وهو جهاز تقنية حديثة وفعالة لمعالجة مشكلات النظر، والعمل على صقل سطح القرنية بدقة متناهية ويمكن إنجاز تسع عمليات في اليوم الواحد. «عكاظ» تجولت في مستشفى العيون بجدة ورصدت تردي المبنى، وضعف الخدمات الطبية المقدمة، ووجود الكثير من الأجهزة الطبية الملقاة خلف المستشفى، وعدم تطبيق معايير النظافة الكاملة في المستشفى. وفي سياق الجولة كشف عدد من المرضى عن نقص حاد في المعدات الطبية، مثل المستلزمات والعدسات، والتي يطلب من المريض شراؤها من الصيدليات الخارجية، كذلك وجود دورة مياه واحدة مشتركة للرجال والنساء في الدور الثاني يستخدمها العاملون والمرضى. وفي موازاة ذلك أوضح مدير مستشفى العيون الدكتور سالم باحطاب أن ما يخص المبنى وصلاحيته ونقص الأجهزة الطبية به وغيرها من الأمور؛ هي مسائل تخص مديرية الشؤون الصحية، وقال: «ونحن نحاول بقدر الإمكان تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى بالإمكانيات المتاحة لدينا، وفيما يخص السرقات فقد تم تشكيل لجنة من المتابعة للتحقيق في القضية ومتابعتها»، نافيا في نفس الوقت وجود محاباة للموظفين في أي قسم، وقال إن عملية النقل التي طالت بعض الموظفين المشتكين هي من صلاحيته، وإنه استخدم الصلاحيات الممنوحة له.