لم يدر في خلد غالبية الناس قبل نحو عقدين من الزمن، ظهور الثورة المعلوماتية التي يعيشونها في الوقت الحاضر، بعد أن أصبح شباب اليوم مهووسين بوسائل الاتصال الحديثة مثل الشبكة العنكبوتية وما تفرع منها من طرق التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر والواتساب والتانغو والسكاي بي، وعلى الرغم أن تلك الوسائل قربت البعيد، وجعلت التواصل بين أفراد المجتمع سهلا، إلا أن لها العديد من المساوئ، أبرزها أنها جعلت الجيل الحالي أسيرا لها، يقضي الساعات الطوال أمامها ما أسهم في نشوء العديد الأضرار بينهم، أبرزها الصحية، في ظل عدم تحرك أولئك الشباب، وقضائهم ساعات طوال أمامها، ما اسهم في زيادة أوزانهم، وترهل أجسامهم، فضلا عن الأضرار الصحية الأخرى التي قد تصيبهم نتيجة جلوسهم أمامها أوقات طويلة. كما لم يتوقع أحد منا قبل ربع قرن من الزمن أن نشهد مئات من الصحف والمواقع الالكترونية المنتشرة في فضاء التقنية حاليا، وبات الخبر يصل إلينا وقت وقوعها، ولم نعد بحاجة لمتابعته في اليوم الثاني في الصحف الورقية كما كان الوضع في السابق، ما دفع بالقائمين على وسائل الإعلام المتعددة إنشاء مواقع إلكترونية لها، تخوض السباق لمطاردة الخبر وإيصاله للمتابعين أولا بأول. إلى ذلك، بين سالم الغانمي أنه لم يكن يتوقع في منتصف تسعينات القرن الماضي، خلال دراسته المرحلة الجامعية أن نعيش الطفرة التقنية التي نشهدها حاليا، ملمحا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تتنافس حاليا فيما بينها للوصول لأكبر قدر من المستخدمين. وقال «تلك الوسائل كغيرها من الأدوات ربما تكون إيجابية والبعض يجعلها سلبية، وهناك من يطوعها لصالح الجميع، بينما آخرون يسخرونها في الضرر وإزعاج الآخرين»، مبينا أن غالبية الشباب للأسف يسخدمونها بطريقة سلبية. بينما، أشارت غادة محمد إلى أنها لا تستطيع الاستغناء عن وسائل التواصل الاجتماعي مثل الواتساب، الذي تتناقل مع زميلاتها عبره الدروس والاسئلة المهمة التي قد تأتي في الامتحان، موضحة أنها تستخدم وسائل مثل التانغو والسكاي بي في التواصل مع شقيقها المبتعث للدراسة إلى استراليا ودون أي رسوم أو تكلفة، باستثناء ما تدفعه لفاتور النت. في المقابل، أفاد الاخصائي الاجتماعي أحمد اليوسف أن وسائل التواصل الاجتماعي لها فوائد عدة، بيد أن البعض ربما يطوعونها بطريقة خاطئة، كأي أداة، مشددا على أهمية تسخير تلك الوسائل لصالح الجميع، وعدم هدر الوقت أمامها فيما لا ينفع.