لم يعد مستغربا لقاطني ومرتادي شوارع وطرق محافظة الجبيل الرئيسية والداخلية مشاهدة طفح مياه الصرف الصحي من فوهات مناطق التفتيش الرئيسية .. المشهد صار مألوفا ولا يثير عجب أحد وكان الاهالي اكتسبوا مناعة من المشهد اليومي. الاهالي يقولون إن الامر بات أزليا بعدما بحت أصواتهم طلبا للعون والنجدة من مصلحة المياه والبلدية والكهرباء وبدلا من أن تتم معالجة المشكلة بصورة حاسمة تزداد كل يوم وتتسع. يقول أحد المواطنين: «عندما نتحدث عن الجبيل تحديدا، نتحدث عن محافظة استثنائية لنموها المطرد بفعل موقعها الاستراتيجي والتصاقها الجغرافي بمدينة الجبيل الصناعية «قلعة الصناعة» وعمالة تقدر وفق إحصاءات بنحو 051 ألف عامل تخدم الشركات الصناعية والمؤسسات مما يزيد الأمر سوء وقلقا من مستقبل مجهول». «عكاظ» جالت بالعدسة والقلم في الجبيل للوقوف على معضلة الطفح والمستنقعات ووقفت على آراء الناس وعرضهم لمشكلاتهم.. ويقول محمد الشمري: قد أصبح الأمر عاديا لسكان الجبيل، وصار مألوفا أن ترى الطفح المستمر في ظل البطء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي والوصول لحلول جذرية لتلك المشكلة التي تخنق السكان وتحيل حياتهم إلى معاناة وشقاء كما أن بعض الاحياء الجديدة تعاني من ذات المشكلة لعدم اكتمال مشروع الصرف الصحي. يرى عبدالله زايد الشهراني أن حل المشكلة يكمن في إيجاد أرض واسعة ومناسبة لإقامة محطة كبيرة تستوعب النمو المطرد لسكان محافظة الجبيل وفق دراسات إحصائية في هذا الجانب بعد فشل الحلول المؤقتة، مع ضرورة تدعيم المحافظة بمزيد من ناقلات وشاحنات الشفط والسحب.. ويتفق معه في الرأي محمد الأسمري ويطالب مصلحة المياه بالسرعة في إيجاد خزان احتياطي يستخدم في حالات الطوارىء للحد من الظاهرة الملازمة لأحياء الجبيل ويتساءل: متى تنتهي مشكلة طفح مياه الصرف الصحي.. ألا يوجد حل ينقذنا من هذه الأزمة المتواصلة منذ عشرات السنين ؟. المشكلة في الأرض (عكاظ) حملت استفسارات أهالي محافظة الجبيل ووضعتها على طاولة المسؤول مدير عام المياه في المنطقة الشرقية بالإنابة المهندس سراج بن عمر بخرجي، الذي أشار إلى أن مشروع محطة ضخ وخط الطرد لموقع المحطة الرئيسية رقم (P1) بمحافظة الجبيل اعتمد ضمن ميزانية العام وتبلغ تكلفته (30,698,283) ريالا، مضيفا أن نسبة الإنجاز في المشروع بلغت حتى الآن 90% .. وأضاف بخرجي أنه تم إنشاء مشروع شبكة الصرف الصحي ومحطة الرفع لمخطط حي الجوهرة وتطوير محطة رقم (6) بمحافظة الجبيل واعتمد المشروع بتكلفة (21,375,235) ريالا، فيما بلغت نسبة الإنجاز في المشروع حتى الآن 61% . وحول تطوير محطة الصرف الصحي بمخطط الخالدية في محافظة الجبيل أشار إلى أن تكلفة المشروع تبلغ (14,836,313) ريالا، فيما بلغت نسبة الإنجاز في حتى الآن 50% .. وحول الأرض المخصصة لإنشاء محطة معالجة كبيرة لإنقاذ المحافظة من المشكلة وحلها أوضح بخرجي بأن ما يتوفر لدى المديرية من الأراضي في الجبيل غير مناسبة لإنشاء محطات معالجة وذلك من حيث الموقع والمساحة وكانت هناك مكاتبات سابقة مع البلدية وأرامكو والهيئة الملكية بالجبيل لتوفير الأرض المناسبة لذلك ولم يتم الحصول عليها. وأضاف: إن الوزارة اتفقت مع شركة للاستمرار في مهمة استقبال ومعالجة مياه الصرف الصحي الخاصة بالجبيل البلد.