تعهد مدير فرع المياه في محافظة الأحساء المهندس عبدالله الدولة، بإنهاء معاناة سكان أحياء في قرى مختلفة من الأحساء، مع مشكلة طفح مياه الصرف الصحي «الآسنة». ويأتي هذا «التعهد»، بعد أقل من أسبوع، من مطالبة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، وزارة المياه والكهرباء، بإيضاح أسباب تأخر مشروعين للصرف الصحي وإنشاء شبكة مياه لقرى الأحساء، عن البرامج الزمنية المُحددة لها. كما طالبتها بإيضاح الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للمياه في الأحساء، ضد المقاولين، لمعالجة بطء التنفيذ، مؤكدة على «تسريع إنجاز المشروعين»، اللذين تصل كلفتهما إلى 151 مليون ريال. وقال الدولة، في تصريح صحافي أمس: «إنه سيتم قريباً، الانتهاء من مشاريع الصرف الصحي لبعض البلدات في الأحساء، ومنها حي الراشدية في الطرف». وذكر الدولة، بعد لقاء جمعه بأعضاء من المجلس البلدي في الأحساء، أنه تم «البدء في ربط بعض المنازل في الشبكة. وسينتهي المشروع بعد أشهر». وحول بلدتي المنيزلة والجشة، أوضح أنه «سيبدأ ربط المنازل اعتباراً من الأسبوع المقبل، بما يعجل من إنهاء معاناة السكان، واستكمال مشاريع البنية التحتية لأمانة الأحساء». بدوره، ذكر عضو مجلس البلدي سلمان الحجي، أنه تم خلال اللقاء «مناقشة متابعة مشاريع الصرف الصحي في مدن الأحساء وبلداتها. كما تم متابعة مشاريع الصرف الصحي في أحياء مدينة الهفوف ومخططاتها، وهي: السلمانية الجنوبية، والحوراء، وشرق، والعزيزية، والبشير، ومنسوبي التعليم، وكذلك مشاريع الصرف الصحي في بلدات الطرف، والكلابية، والمنصورة، والمنيزلة، والجشة، والجبيل، ومخطط سلطانة في مدينة العيون، ومخطط الزهراء في العمران الجنوبية. كما تم مناقشة مشاريع المياه في بلدة الوزية، والقرن، والقرين، ومدينة العيون». ووضع الحجي، اللقاء مع مدير فرع المياه، في سياق «تعميق الشراكة بين المجلس البلدي وفرع المياه في الأحساء». فيما أبدى استعداد المجلس البلدي «لحل المشكلات التي تواجه مقاولي الفرع مع الأمانة وفروعها، وبخاصة ما يرتبط بالتراخيص، وإنجاز المشاريع في أسرع وقت ممكن، وتعجيل مشاريع البنية التحتية لمدن وبلدات وهجر الأحساء». وتعيش قرى وبلدات عدة في الأحساء، وبخاصة في شمالها وشرقها، ظروفاً «صعبة»، بسبب الطفح المتواصل لمياه الصرف الصحي، الذي أحال شوارع تلك القرى والبلدات إلى مستنقعات، تتجمع فيها المياه الآسنة، التي تتسرب من المنازل، غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي. حتى أن الوصول إلى بعض المدارس أصبح مهمة «شبه مُستحيلة». وعلى رغم أن سكان هذه الأحياء رفعوا شكاوى وخطابات عدة، إلى مديرية المياه، وأمانة الأحساء والمجلس البلدي، الذي حمل على عاتقه المطالبة بمعالجة المشكلة. وقالت «هيئة نزاهة، في بيان أصدرته الأسبوع الماضي: «إن الهيئة تابعت ما ورد إليها من بلاغات، حول معاناة المواطنين في الأحساء، من تأخر تنفيذ مشروعي شبكات الصرف الصحي (المرحلة الثالثة)، وشبكات المياه والتوصيلات المنزلية للقرى الشرقية والشمالية (العقد الأول)، وعن انتشار مُستنقعات الصرف الصحي داخل قرية الكلابية». وتفاقمت مشكلة مستنقعات مياه الصرف الصحي في قرى الأحساء غير المخدومة بالشبكات منذ دخول فصل الشتاء، إذ يتسبب تشبع التربة بالمياه، في طفح المياه الآسنة وانتشارها في الشوارع. ما أدى إلى ظهور برك ومستنقعات، تنذر بوقوع كوارث بيئية، وانتشار أمراض مُعدية، مع تكاثر الحشرات، وبخاصة البعوض. وطالب سكان بلدة الكلابية، بمعالجة هذه المستنقعات، وبخاصة الواقعة بالقرب من مجمع مدارس البنات إضافة إلى منازل البلدة، التي تُقدر بنحو 3800 منزل، يقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة، يعانون من تسرب هذه المياه إلى بيوتهم، والروائح الناجمة عنها، فضلاً عن الحشرات التي تتكاثر في هذه المستنقعات، ما يُنذر بحدوث «كارثة». وأشار الأهالي إلى «ضعف مستوى البنية التحتية في بلدتهم، من شوارع وأرصفة، إضافة إلى ضعف أداء عمال النظافة، الذي يُزيد من حجم مشكلة غياب شبكات تصريف مياه الصرف الصحي».