لا يكاد شارع في أحياء جدة يخلو من بسطات عشوائية لعرض الخضراوات والفواكه تحت أشعة الشمس الحارقة، في ظل غياب تام لفرق البلدية عن متابعة هذه الظاهرة التي تسيء للوجه الحضاري لعروس البحر الأحمر، إضافة إلى ما تسببه من أضرار صحية بالغة. المستهلكون الذين تستهويهم الأسعار المخفضة التي تعرضها تلك البسطات، يدفعون الثمن غاليا من صحتهم، خاصة وأن ما يشترونه منها معرض للتلف بفعل الحرارة المرتفعة والغبار الذي تثيره حركة السيارات. وغالبية أصحاب تلك البسطات وافدون مخالفون لأنظمة الإقامة والعمل يشترون الفواكه والخضراوات بالجملة من «الحلقة» ليعرضوها على عربات مكشوفة يدفعونها في الشوارع، متنقلين من موقع إلى آخر حسب حركة الزبائن. لرصد هذه الظاهرة استطلعت «عكاظ» آراء عدد من المواطنين وأصحاب محلات الخضار والفواكه، حيث قال محمد السعدي: إن الأمر ينطوي على مخاطر صحية تنعكس سلبيا على صحة المجتمع، ولابد من متابعتها من قبل الجهات المختصة في الأمانة والبلديات التابعة لها، بدلا من ترك الحبل على الغارب وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد. ورأى يوسف العقيلي أن ‘قبال بعض المواطنين والمقيمين على شراء احتياجات أسرهم من تلك البسطات المتنقلة، يرجع إلى غياب دور وزارة التجارة في مراقبة الأسعار شبه الخيالية التي تعرضها البقالات ومحلات السوبر ماركت، مشيرا إلى أنها تبيع بأسعار تزيد على ضعف أسعار بسطات حلقة الخضار والفاكهة. وأضاف: ولا شك في أنها تستغل ذلك الغياب لتحقيق أرباح غير مبررة على حساب المستهلك المغلوب على أمره، علما بأنها تشتري من الحلقة بأسعار الجملة. وقال علي الزبيدي إن الوضع سيظل كما هو عليه ما لم تتحرك الجهات المختصة لمعالجة هذه المشكلة وإلزام البقالات ومحلات السوبر ماركت على البيع بأسعار معقولة مع منع نشاط البسطات العشوائية التي تنقل المرض. من جهته اقترح أحمد الحامد تنظيم الأمر من خلال تأجير محلات لأصحاب تلك البسطات بأسعار رمزية لا تتجاوز 500 ريال شهريا، بشرط أن يستمروا في البيع بأسعار في متناول الجميع. بينما أشار صالح الدوسري إلى أن نحو 80 في المائة من أصحاب البسطات العشوائية وافدون لا يحملون إقامات نظامية. ويرى محمد السالم «صاحب محل خضار وفواكه» الأمر من منظور آخر، مشيرا إلى أن وجود بسطات الباعة الجائلين أمام محله يؤثر على زبائن المحل الذي انخفضت نسبة البيع فيه إلى نحو 40 في المائة، ما عرضه لخسائر كبيرة. وطالب البلدية بالجدية في مكافحة ظاهرة البسطات العشوائية. وكذلك قال عادل الجيلاني إنه لاحظ أن نسبة البيع تنخفض في عدد من محلاته لبيع الخضراوات والفواكه، كلما زاد نشاط الباعة الجائلين بالقرب منها.