يعتبر مسجد الإجابة من المساجد الأثرية والمعالم التاريخية في العاصمة المقدسة، التي يتوافد إليها المعتمرون والزوار للزيارة والصلاة. وذكر المؤرخون أن المسجد يقع على يسار الذاهب إلى منى في شعب بقرب «ثنية أذاخر» التي تسمى اليوم «ريع ذاخر»، وهو من أقدم المساجد في مكةالمكرمة لما ذكرته بعض الروايات بأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه. وشهد المسجد، الذي كان يبلغ طوله 18 ذراعا وعرضه كذلك، عدة تحسينات وتطورات، حيث أصبح أكثر اتساعا من أجل استيعاب المصلين من زوار بيت الله الحرام ومن أهل مكة الذين يتوافدون إليه. ويكسو المسجد من الخارج الرخام وعليه لوحة تعريفيه باسمه، وتتوسطه قبة كبيرة، وبه دورات مياه. وقال الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف العام على إدارة المتاحف في جامعة أم القرى وأستاذ التاريخ والحضارات الإسلامية: إن مسجد الإجابة يقع على يسارك وأنت ذاهب إلى مشعر منى، مدخل شعب آل قنفذ ليس ببعيد عن ثنية أذاخر وأمانة العاصمة المقدسة في حي المعابدة، ويعرف ب«خيف بني كنانة». وقد ورد عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: «قلت يا رسول الله أين ننزل غدا؟ قال: هل ترك لنا عقيل منزلا؟ نحن نازلون بخيف بني كنانة، حيث تقاسمت قريش على الكفر»، يعني «المحصب» وذلك أن قريشا حالفت كنانة على بني هاشم ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يشتروا منهم ولا يؤووهم. وأشار الدهاس إلى أن مسجد الإجابة معروف عند أهل مكة ويقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيه صلاة المغرب. وقد عمر زمن السلطان عبدالمجيد خان، كما عمر مسجد الإجابة عدة مرات في العهد السعودي، آخرها كان عام 1422ه وهي عمارة حسنة، حيث كسي المسجد من الخارج بالرخام الملون وجعلت في وسطه قبة جميلة ومنارة خارج بناء المسجد، ومواضئ مجهزة للمصلين.