لا بد لزائر مكةالمكرمة أن يتوقف عند بعض معالمها الأثرية ولعل من أهمها مسجد الإجابة، وهو أحد أقدم المساجد في مكةالمكرمة ويعود تاريخه حسب الروايات إلى زمن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) عند قدومه يوم فتح مكة، ويقع في شعب بقرب ثنية ذاخر، قريب من حي المعابدة، على يسار الذاهب إلى منى. وهو مسجد مشهور يقال إن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى فيه المغرب عند قدومه يوم الفتح وكان طوله حينها يبلغ ثمانية عشر ذراعا وكذلك وعرضه، وهذا المسجد في شعب آل قنفذ، وتم تعميره حديثا. ويذكر ابن الضياء القرشي المؤرخ المكي (وهو من مؤرخي القرن التاسع الهجري) أن المسجد في عصره كان خرابا، وجدرانه ساقطة إلا الجدار القبلي وفيه حجر مكتوب عليه، ويشير إلى أنه هو مسجد الإجابة وأنه عمر سنة عشرين وسبعمائة. ويقول الفاسي عن المسجد في نفس العصر، ويبلغ طول هذا المسجد من الجدار الذي فيه المحراب إلى الجدار المقابل له ثمانية عشر ذراعا، وعرضه كذلك. وقد عمر مسجد الإجابة عدة مرات في العهد السعودي، آخرها كان عام 1422 ه، وهي عمارة حسنة، حيث كسي المسجد من الخارج بالرخام الملون وجعلت في وسطه قبة جميلة ومنارة خارج بناء المسجد.