يستغرب أهالي جازان توقف العديد من مشاريع التطوير السياحي في الواجهة البحرية للمنطقة منذ سنوات، دون توضيح الأسباب المنطقية لذلك، في وقت تستقبل الواجهة البحرية زوارها بمشهد متهالك وتفتقر الى ادنى مقومات الجذب السياحي حيث البنى التحتية المتصدعة وأعمدة الانارة المائلة والحفريات المنتشرة أمام لهو الأطفال البريء. هناك يلمس العابر حالة من الفوضى والعشوائية تعم أرجاء الواجهة البحرية التي تمثل الخيار الاول لراغبي السياحة والاستجمام في جازان، الأمر الذي يثير الكثير من المرارة إزاء الوضع الحالي للكورنيش البحري مع انتشار النفايات وتهالك دورات المياه ووجود حفر عميقة أصبحت تمثل خطرا كبيرا على المتنزهين، فضلا عن انتشار القطط والجرذان. ويعتبر خالد حكمي أن الوضع الحالي للواجهة البحرية يحبط السياح والزوار تماما، فكافة المرافق العامة والخدمية بحاجة الى تأهيل وسرعة انجاز المشاريع المتعثرة، واصفا حالة الكورنيش الحالية بالغريبة خصوصا أنها مقصد للكثيرين والواجهة الأولى للسياح وأبناء المنطقة الذين يأتون اليها وفي مخيلتهم العديد من الرؤى حول جمالها الآخاذ، بيد أنهم يفاجأون بأن الواجهة السياحية بحاجة إلى اعادة تأهيل وصيانة. ويطالب أمانة جازان بتدشين مشاريع تطويرية واستثمارية في منطقة الكورنيش فالمشاريع القائمة لا ترقى إلى النهضة التنموية التي تعيشها المنطقة. ويرى مصطفى جعفري أن ما يحدث في الواجهة البحرية امتداد لسوء تنفيذ مشاريع الأمانة في منطقة جازان، مفيدا أنه لم يشاهد مشروعا تنمويا تنفذه الأمانة وقد انتهى في الوقت المحدد بمواصفات عالية من الجودة. وقال: «الامانة تتعاقد مع شركات غير معروفة وذات جودة ضعيفة، وربما تتخذها عذرا في فشل مشاريعها». وبين هادي الكادومي أن التأخير في تنفيذ مشروع الواجهة البحرية تسبب في ازعاج الاهالي وزوار منطقة جازان للتمتع بأوقات الاجازة، ملمحا إلى أن المبررات التي تطلقها أمانة جازان تكاد تكون غير مقنعة، كاشفا أن عددا من الأرصفة والمواقع التي تم الانتهاء منها ظهرت فيها عيوب كبيرة مع أنه تم الانتهاء منها قبل فترة قصيرة حيث ظهرت فيها الحفر والتشققات واختفاء المسطحات الخضراء المحدودة التي تم انشاؤها. وطالب أمانة منطقة جازان بتحمل مسؤولياتها تجاه المشاريع التي تنفذها ومحاسبة المقاولين المقصرين وانجاز مشاريعها في نفس الوقت المحدد لحفظ مصدقيتها أمام الأهالي. وينظر عبدالعزيز القحطاني إلى تأخر وطول فترة تنفيذ مشاريع الواجهة البحرية في جازان، بأنه حرمهم من الاستمتاع بالكورنيش والأجواء الجميلة، متمنيا أن تأتي لحظة الانتهاء من المشروع في وقت قريب، وبما يفوق توقعات الأهالي ويواكب تصريحات المعنيين حولها، مشيرا إلى أن منطقة جازان بحاجة إلى واجهة بحرية لتتناسب مع الطفرة التي تعيشها في جميع المجالات والنمو السكاني المتزايد. واعترف ل«عكاظ» المتحدث الاعلامي في امانة منطقة جازان طارق الرفاعي بتعثر المشروع موضحا أن الامانة سعت خلال السنوات الثلاث الماضية في ايجاد متنفس للمواطنين وذلك من خلال تحسين وتجميل الواجهات البحرية بالكورنيش الشمالي والأوسط والكورنيش الجنوبي، وقد انتهت بعض المشاريع في الكورنيش الجنوبي والأوسط، أما في ما يخص الكورنيش الشمالي فالاعتمادات المالية هي من تقف عائقا في تنفيذ المشاريع به ومع ذلك فقد تمت تجزئة الموقع إلى عدة مراحل من خلال تنفيذ الأعمال الحجرية والردم للموقع بمساحة مليون متر مربع وقد تم الانتهاء منها، فيما تم عمل مشاريع للأرصفة والإنارة وسفلتة المواقف اضافة إلى انشاء مسطحات خضراء، وكذلك تنفيذ شبكات للري الاتوماتيكية اضافة الى المجسمات الجمالية.