ماذا يعني أن يتعثر مشروع كبير كمشروع واجهة بحرية في منطقة ما؟ بل ماذا يعني أن تقتلع الأرصفة من مكانها وتنتشر الحفر وتتلف المسطحات الخضراء الصغيرة قبل اكتمال المشروع؟ ألا يعني هذا أن القائمين عليه غير قادرين على تنفيذه وإدارة مثل هذه الأنواع من المشاريع الكبيرة؟ هذه التساؤلات طرحها عدد من أبناء منطقة جازان الذي أجابوا عليها، بالقول إن هذا ينطبق بالضبط على مشروع الواجهة البحرية في جازان، معتبرين أنه كشف حقيقة الأمانة وعدم قدرتها على تنفيذ وإدارة المشاريع الكبيرة، خصوصا بعد التعطل الذي شهده طيلة الأربع سنوات الماضية، من خلال التخبط في القرارات والعشوائية في التنفيذ والتعاقد مع شركات ضعيفة الإمكانيات ورديئة الجودة في التنفيذ. وعبروا عن تذمرهم من طول فترة تنفيذ المشروع الذي حجب تعثره رؤية البحر عن المتنزهين والزوار، بعدما تحولت الواجهة إلى منطقة من الحفريات. ورأى محمد علاقي أن ما يحصل في الواجهة البحرية هو امتداد لسوء تنفيذ مشاريع الأمانة، على حد قوله، مفيدا أنه لم ير مشروعا تنمويا تنفذه الأمانة انتهى في الوقت المحدد بموصفات عالية الجودة. وقال إن الأمانة تتعاقد مع شركات غير معروفة وذات جودة ضعيفة، وتتذرع بها في ما بعد في فشل مشاريعها. من جانبه قال خالد حكمي إن التأخير في تنفيذ مشروع الواجهة البحرية تسبب في إزعاج الأهالي وزوار منطقة جازان، مشيرا إلى أن المبررات التي تطلقها أمانة جازان تكاد تكون غير مقنعة. أما نايف عبدالله فأشار إلى أن عددا من الأرصفة والمواقع التي تم الانتهاء منها منذ فترة قصيرة، ظهرت فيها عيوب كبيرة مثل الحفر والتشققات واختفاء المسطحات الخضراء المحددوة التي تم إنشاؤها. وطالب الأمانة بتحمل مسؤولياتها تجاه المشاريع التي تنفذها ومحاسبة المقاولين المقصرين وإنجاز مشاريعها في نفس الوقت المحدد لحفظ مصداقيتها أمام الأهالي. من جانبه قال عبدالعزيز القحطاني إن طول فترة تنفيذ مشاريع الواجهة البحرية حرم الأهالي من الاستمتاع بالكورنيش والأجواء الجميلة، متمنيا أن ينتهي المشروع في وقت قريب، مشيرا إلى أن منطقة جازان في حاجة إلى واجهة بحرية تتناسب مع الطفرة التي تعيشها في مختلف المجالات إضافة إلى النمو السكاني المتزايد. «عكاظ» نقلت اتهامات الأهالي إلى أمانة جازان، حيث اعترف المتحدث الإعلامي في الأمانة طارق الرفاعي بتعثر المشروع، موضحا أن الأمانة سعت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى إيجاد متنفس للمواطنين، وذلك من خلال تحسين وتجميل الواجهات البحرية في الكورنيش الشمالي والأوسط والكورنيش الجنوبي، وقد انتهت بعض المشاريع في الكورنيش الجنوبي والأوسط أما في ما يخص الكورنيش الشمالي فإن الاعتمادات المالية هي من تقف عائقا في تنفيذ المشاريع. وأضاف «ومع ذلك فقد تم تقسيم الموقع إلى عدة مراحل من خلال تنفيذ الأعمال الحجرية والردم بمساحة مليون متر مربع وقد تم الانتهاء منها، فيما تم عمل مشاريع للأرصفة والإنارة وسفلتة المواقف، إضافة إلى إنشاء مسطحات خضراء، وكذلك تنفيذ شبكات للري الأتوماتيكية والمجسمات الجمالية. وأرجع أسباب التأخير في تنفيذ المشروع إلى المقاولين، موضحا أن أجزاء كبيرة من المشروع تحت إجراءات الترسية، مفيدا أن الأمانة ستطبق النظام في حق المقاولين بعد انتهاء مدة العقد. 12 شركة مقاولة أرجع المهندس عبدالله القرني أمين منطقة جازان ما يحصل في مشروع الواجهة البحرية من تعثر، إلى الشركات المقاولة والتي تجاوز عددها 21 شركة، والتي تناوبت على تنفيذ المشروع طوال السنوات الماضية.