استقبلت محافظة جدة زوارها خلال إجازة المدارس الحالية بواجهة بحرية متهالكة تفتقر إلى أدنى مقومات الجذب السياحي، حيث البنى التحتية المتصدعة، وأعمدة الإنارة المائلة، وعدادات الكهرباء المكشوفة أمام لهو الأطفال البريء. حالة من الفوضى والعشوائية تعم أرجاء الواجهة البحرية التي تمثل الخيار الأول لراغبي السياحة والاستجمام في عروس البحر الأحمر، في وقت لا تزال العديد من مشاريع التطوير السياحي متوقفة عن التنفيذ منذ سنوات طويلة دون أسباب واضحة. وعبر زوار جدة عن دهشتهم إزاء الوضع الحالي للكورنيش البحري مع انتشار النفايات وتهالك دورات المياه ووجود كم كبير من أعمدة الإنارة المائلة والمكشوفة أسلاكها، خلافا للمشاريع المتعثرة على الواجهه البحرية. وقال خالد السبيعي (سائح قادم من الباحة) إن العديد من المباني في منطقة النورس أصبحت خاوية على عروشها وبحاجة ماسة لإزالتها في أقرب وقت ممكن، والعمل على تنفيذ مشاريع ذات جذب سياحي في مواقعها بدلا من تركها على حالها لتدوين ذكريات المراهقين. وأشار إلى أن الوضع الحالي للواجهة البحرية يحبط السياح تماما، «فكافة المرافق العامة والخدمية بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل». ويصف سامي العوفي وهو سائح قادم من تبوك الحالة الراهنة للكورنيش الشمالي ب«الغريبة»، خصوصا أنها الوجهة الأولى للسياح وزوار المحافظة الذين يأتون إلى عروس البحر الأحمر وفي مخيلتهم العديد من الرؤى حول جمالها الأخاذ، بيد أنهم يفاجأون بأن الواجهة السياحية بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة، ويطالب أمانة المحافظة بتدشين مشاريع تطويرية واستثمارية في منطقة الكورنيش «فالمشاريع القائمه لا ترقى إلى مستوى عروس البحر الأحمر وتاريخها». ويعلق زهير حلواني وهو من سكان جدة على الأوضاع الراهنة في الكورنيش بقوله «مشاريع سياحية وتطويرية متوقفة منذ أعوام، جعلت مسيرة التنمية السياحية في جدة تتوقف». واستغرب من فرض رسوم مالية مقابل استخدام دورات المياه الموجودة في الكورنيش، خاصة وأنها غير نظيفة وتنبعث منها روائح كريهة، «فكيف يطالب السائح بدفع رسوم مقابل خدمات لا ترقى لطموحه؟». سامر الصامطي (سائح من جازان) أبدى استغرابه من وجود العديد من التصدعات والتشقاقات في البنية التحتية للسقالة في منطقة الكورنيش، مع وجود لوحة تشير إلى تنفيذ أعمال الصيانة في الموقع، وكان من الأولى إغلاقها ومنع الدخول اليها بدلا من تعريض حياة السياح والزوار للخطر. وطالب ياسر الخالدي أمانة المحافظة بالعمل على تطوير الكورنيش الشمالي بما يتسق والنهضة الحضارية والعمرانية التي تشهدها المدينة في الوقت الحالي، يقول «فوجئت بوجود العديد من المولدات الكهربائية ذات الجهد العالي مكشوفة دون تسوير، فضلا عن وجود كيابل مكشوفة على الأرصفة ما يجعل إصابة أحد المارين بتماس كهربائي مسألة وقت فقط لا أكثر». وحول ذلك يؤكد مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة أن الأمانة طرحت مجموعة من المشاريع الاستثمارية والتطويرية في منطقتي الكورنيش الشمالي والجنوبي بقيمة تجاوزت 100 مليون ريال، وبدأت في ترسيتها على شركات وطنية لتنفيذها، وسيتم خلال العامين المقبلين الانتهاء من تنفيذ كافة المشاريع في منطقة الكورنيش، وذلك وفقا لخطة الأمانة الاستراتيجية التي أقرتها الأمانة للكورنيش قبل عامين. وأشار إلى أن الأمانة ستطرح العديد من المشاريع الاستثمارية الأخرى على رجال الأعمال، بما يساهم في رفع إيرادات الأمانة وتطوير كافة المرافق المذكورة في منطقة الكورنيش. وعلمت «عكاظ» أن أجزاء من مشروع تطوير منطقة الكورنيش الشمالي توقف تنفيذها بعد إيقاف المسؤول المباشر عنها على خلفية كارثة جدة، حيث تم التوقف عن تنفيذ مشروع التطوير منذ ثلاثة شهور تقريبا، كما تم تحويل الإشراف المباشر على هذه المشاريع إلى الإدارة العامة للمرافق الخدمية في الأمانة للإشراف عليها، بيد أنها لم تبدأ حتى الآن في تنفيذ المشاريع، وهو ما كبد الأمانة والمقاولين المنفذين خسائر مالية فادحة.