دخل مصطلح «قادة المحاور» في الخطاب السياسي اللبناني في الأيام الأخيرة مترافقا مع تفجر الوضع الأمني في عاصمة الشمال اللبناني طرابلس على محاور باب التبانة حيث الأكثرية السنية المؤيدة للثورة السورية وجبل محسن حيث الأكثرية العلوية المؤيدة للنظام. وفي الاجتماع الذي عقده الأربعاء قبل الماضي رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي في منزله بطرابلس رفض قادة المحاور الحضور فاستمرت الاشتباكات وتصاعدت حتى خرج المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وهو ابن طرابلس ليقول للشباب على المحاور: هم خيرة أبنائنا ويدافعون عن مدينتهم وأهلهم. «عكاظ» تجاوزت كل السياسيين ومواقفهم وقصدت أحد رجال المحاور وقادتها في باب التبانة ويدعى فواز حروق سائلة إياه عن ماهية هؤلاء ومن يمولهم فقال: «قادة المحاور هم أمراء الأحياء التي تقع على خط التماس بين جبل محسن وباب التبانة منهم مشايخ وآخرون خاضوا الحرب اللبنانية وكانوا ينتسبون إلى تنظيمات، يتلقون المساعدات من أطراف عدة وعبرهم يتم تسليح شباب المنطقة، كما أن المساعدات الاجتماعية للعائلات هناك توزع عبرهم، هم لا ينتسبون لجهة واحدة بل هناك عدة جهات داخلية وخارجية تدعمهم وبعض قادة المحاور مدعومون من قبل أجهزة أمنية». ويتابع حروق قائلا «ما يجري في باب التبانة وجبل محسن مسرحية يشترك فيها الجميع، الكل يعلم أن الهجوم على أي منطقة خط أحمر فلا المقاتلين في باب التبانة مسموح لهم باقتحام جبل محسن والعكس صحيح أيضا ولكن كل مرة هناك جولة حربية وضحايا يجب أن يسقطوا». ويتابع: «حزب الله والنظام السوري يرسلان السلاح إلى جبل محسن على مرأى من الجيش اللبناني الذي لا يتدخل ليمنع ذلك سوف تسقط الصواريخ على المنازل الآمنة وعلى الفقراء في باب التبانة، الدولة والجيش اللبناني قادرون على وقف هذه المأساة ولكن للأسف هناك مؤامرة كبيرة على طرابلس وعلى أهلها». وحول ما يقال عن وجود جبهة النصرة والجيش السوري الحر في المعارك وتحديدا في باب التبانة قال حرّوق إن هذا الكلام عار عن الصحة وكله إشاعات، كل المقاتلين في باب التبانة هم من أبناء المنطقة وهم يدافعون عن أهلهم وعائلاتهم لا وجود لأي عنصر من جبهة النصرة ولا للجيش السوري الحر، نحن محتارون أمام هذه الشائعات تارة يقولون إننا نذهب للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر ثم يقولون الجيش الحر إلى جنبنا، فليعتمدوا كذبة واحدة كي نصدقها، المقاتلون في باب التبانة هم من أبناء باب التبانة محبون ويؤيدون الثورة السورية لكنهم يخوضون حرب دفاع عن النفس هنا وليس حرب الآخرين. وحول ما يشاع عن معادلة تقول إن القصير مقابل جبل محسن قال «هذا كله للإثارة الإعلامية وكذب، ولم يحصل أي اقتحام ولم تحصل أية مجزرة، هناك عصابة في جبل محسن وأهل الجبل يدركون ذلك وهم قادرون على وضع حد لها وهناك خط أحمر في جبل محسن وباب التبانة ولن يجرؤ أحد على تجاوزه، والقصف على طرابلس تجاوز لهذا الخط الأحمر ومن فعل ذلك سيدفع الثمن هو وحده وليس أهل جبل محسن الذين يعانون من هذه العصابة كما نعاني نحن في باب التبانة». وعن الوضع الميداني وإمكانية التصعيد قال: «الوضع يتجه للتصعيد، لكن الجميع ملزم بالتهدئة في النهاية، لكن أوامر التهدئة لم تصل بعد إلى الطرفين، المشكلة هذه المرة هو العدد الكبير للقتلى والقصف الذي تعرضت له طرابلس، هذه أمور تعقد الحل لكن لا بد من الوصول إلى هذا الحل، كما أن المراهنة تقوم على كيفية قيام الجيش اللبناني بمهامه بعد التهدئة، هل سيتم توقيف شباب باب التبانة دون شباب جبل محسن؟، الأمور مربوطة بالعدالة، عندما تكون هناك عدالة في التصرف من قبل الجيش والأجهزة الأمنية فإن الاستقرار سيترسخ وإلا فإننا سنرتاح قليلا بانتظار جولة جديدة من المواجهة». حروق أصر على الحديث عن الجانب الإنساني فقال «هناك أزمة إنسانية كبيرة تعيشها عائلات باب التبانة، وهناك من لا يملكون ثمن ربطة خبز وهناك أطفال ليس لديهم ما يأكلونه، كل الدعم يذهب للسلاح والرصاص، فقط هذه العائلات الفقيرة لا أحد يفكر فيها، هم ينامون في منازل على المحاور تحت القصف لأنهم غير قادرين على الانتقال إلى منازل آمنة». ويختم كلامه قائلا: «ما يحصل إنسانيا في باب التبانة جريمة كبرى والجميع يتحمل مسؤوليتها من مقاتلين ورجال دين ورجال سياسة وتحديدا الدولة بكل مؤسساتها».