يبحث مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة اليوم مشروع قرار يدين «تدخل مقاتلين أجانب» في مدينة القصير الواقعة غرب سوريا والتي تشهد معارك عنيفة. ومشروع القرار هذا الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وتركيا وقطر يستهدف حزب الله الشيعي اللبناني بدون تسميته. وبحثه الدبلوماسيون في جنيف امس وسيعرض اليوم خلال نقاش عاجل لمجلس حقوق الانسان الذي ليس لقراراته اي صفة ملزمة. وبشأن القرار الاوروبي برفع الحظر عن الاسلحة على المعارضة السورية زعمت موسكو ان القرار يعتبر خطوة تضر بمؤتمر السلام الذي يحضر له الشهر المقبل، على خلاف واشنطن وباريس ولندن التي اكدت دعمها للقرار الى جانب العمل على تقديم الحل السياسي للأزمة السورية. ففي واشنطن قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الامريكية باتريك فنتريل امس «رغم ان القرار يعود في النهاية الى الاتحاد الاوروبي، فإننا ندعم تخفيف حظر الاتحاد الاوروبي على الاسلحة كجزء من جهود المجتمع الدولي لإظهار دعمه الكامل للمعارضة السورية» . وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس إن بريطانيا غير ملزمة بأي موعد زمني في قرارها لتسليح المعارضة السورية او عدم تسليحها. بدورها، اكدت باريس امس ان القرار الاوروبي برفع الحظر على الاسلحة «ليس قرارا حربيا». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «قرار رفع الحظر ليس قرارا حربيا وهو يدعم الحل السياسي. هدفنا هو عقد مؤتمر جنيف هذا». وكانت المعارضة السورية رأت ان قرار الاتحاد الاوروبي «غير كاف» و«جاء متأخرا جدا». وأكد المتحدث باسم الجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ أن قرار الإتحاد الأوروبي رفع الحظر عن السلاح للمعارضة السورية يمثل خطوة جيدة لكنها غير كافية لأن الاتحاد وعبر مناقشته الأخيرة أظهر ترددا كبيرا لجهة تسليح المعارضة ودعمها العسكري. وأضاف العميد الشيخ في تصريحات ل«عكاظ»: «نحن نرحب بقرار الاتحاد الأوروبي ولكن نريد أن إيجاد آلية عمل واضحة لإيصال المساعدات العسكرية للجيش الحر وللثوار وفي دمشق زعم نظام الاسد ان القرار يعرقل جهود التسوية السياسية. من جهة اخرى، اكدت روسيا امس على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف ضرورة مشاركة ايران في مؤتمر السلام المزمع عقده بشأن سوريا رغم تحفظات بعض الدول الغربية مثل فرنسا. كما صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس بأن الصواريخ أرض جو المتطورة من طراز «إس 300» المقرر تسليمها إلى سوريا تشكل عامل «استقرار» هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في نزاع هذا البلد ومع استمرار المواجهات العنيفة في مدينة القصير بمشاركة مقاتلي حزب الله حذر قائد الجيش السوري الحر سليم ادريس امس بأنه اذا لم يوقف مقاتلو حزب الله هجومهم حيث يقاتلون الى جانب قوات النظام، فإن المعارضة ستتخذ «كافة الاجراءات» ضد حزب الله. في غضون ذلك، اصيب سبعة اشخاص بجروح امس جراء سقوط ستة صواريخ من الجانب السوري على منطقة الهرمل (شرق) التي تعد معقلا لحزب الله الشيعي حليف دمشق. وفي اسطنبول، وبعد اسبوع من المحادثات الماراثونية التي تجريها المعارضة السورية بهدف اتخاذ موقف مشترك من المشاركة في المؤتمر الدولي لا تزال هذه المعارضة منقسمة اكثر من اي وقت مضى. وقال معارض طلب عدم الكشف عن هويته «الامر مستحيل، لن يتم التوصل الى اتفاق مطلقا».