رفع الاتحاد الأوروبي أمس خلال اجتماعه في بروكسل الحظر عن تسليح المعارضة السورية، فيما عقد في باريس لقاء أمريكي روسي للبحث في التحضيرات لمؤتمر دولي لحل الأزمة. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان وزراء الخارجية الاوروبيين قرروا مساء أمس في بروكسل رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين. وأوضح هيغ ان الوزراء قرروا في المقابل استمرار تطبيق بقية العقوبات التي فرضت منذ عامين على النظام السوري. ومع استمرار المواجهات العنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في مدينة القصير الاستراتيجية ومحيطها، قتل أربعة أشخاص أمس بانفجار سيارة مفخخة في أحد أحياء مدينة حمص. من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد اجتماع مع نظيره الأمريكي جون كيري في باريس أمس إن ترتيب مؤتمر السلام الخاص بسوريا «مهمة صعبة». وقال كيري في المؤتمر الصحفي نفسه إن البلدين ملتزمان بمبادئ اجتماع جنيف بشأن سوريا في 2012 والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية بموافقة حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة. كما اجتمع كيري ولافروف أمس مع نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس على العشاء. وعبر الوزيران أيضا عن قلقهما بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية في الأزمة السورية. وقال كيري «عبرنا عن مخاوفنا المشتركة بشأن أي استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية وضرورة التوصل إلى الأدلة والتأكد مما حدث في هذا الشأن. ترفض روسيا والولايات المتحدة ذلك بشدة.. إذا كانت قد استخدمت». ولجأ الجيش السوري إلى أسلحة كيميائية ضد المسلحين المعارضين الذين يسيطرون على مناطق في ريف دمشق بحسب مراسلين يعملان لحساب صحيفة لوموند الفرنسية ميدانيا في نيسان / ابريل ، وايار / مايو ونشر تقريرهما أمس. إلى ذلك، يجري مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان غدا نقاشا حول «تدهور وضع حقوق الإنسان في سوريا والمجازر الاخيرة في القصير» . وفي السياق توجه الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية أمس إلى اسطنبول في طريقه إلى روسيا في زيارة خاصة تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها مع بعض المسؤولين في كلا البلدين لبحث الأزمة السورية وجهود عقد مؤتمر دولي حول الوضع في سوريا بمشاركة كل أطراف الأزمة. من جهة ثانية أعلن المتحدث باسم السناتور الامريكي الجمهوري جون ماكين أن الاخير دخل أمس الاراضي السورية آتيا من تركيا حيث التقى اللواء سليم إدريس قائد أركان الجيش السوري الحر إضافة إلى ضباط آخرين في المعارضة المسلحة. وفي سياق متصل، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر انعقاده بالقاهرة يوم 5 يونيو المقبل برئاسة مصر، سيناقش الأزمة السورية وتداعيات تدخل حزب الله فيها وبلورة الرؤية العربية قبيل مؤتمر (جنيف 2). وقال ابن حلي في تصريح له أمس إن الاجتماع الوزاري سيسبقه اجتماع للمندوبين الدائمين في نفس اليوم للإعداد للاجتماع الوزاري ومناقشة تطورات الأزمة السورية والخطورة المترتبة على دخول حزب الله على خط الأزمة السورية وتداعيات هذا الموقف. وأضاف أن الاجتماع سيبحث العواقب الخطيرة لتلك المواقف والأحداث على أمن لبنان واستقراره، وذلك حرصا على مصلحة لبنان العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، وهو ما ترجم عمليا بسياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة اللبنانية في تعاملها مع مجريات الأزمة السورية خلال الفترة الماضية.. وبين نائب الأمين العام للجامعة العربية أن الاجتماع الوزاري سيناقش أيضا الموقف العربي الواجب اتخاذه لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية في ضوء قرارات القمة العربية والمجلس الوزاري بشأن ضرورة تحقيق تطلعات الشعب السوري والانتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة بطريقة سلمية. ميدانيا، تواصل القوات النظامية السورية خوض معارك عنيفة في مدينة القصير الاستراتيجية مدعومة بحزب الله اللبناني الذي فقد 79 عنصرا من مقاتليه منذ بدء اقتحام المدينة الاحد الماضي.. وكانت قناة «الاخبارية» السورية الرسمية أفادت أن مراسلتها يارا عباس (26 عاما) قتلت بالقرب من مطار الضبعة شمال مدينة القصير في محافظة حمص، والذي يحاول النظام استعادة السيطرة عليه.