الخضرية تعد من أقدم المواقع المخصصة لخدمات السيارات في مدينة الدمام، إذ أنشئت منذ ما يقرب من العشرين عاما، لتكون منطقة للصناعات الخفيفة، وعندما تعبر بأزقة وممرات خضرية الدمام تجد السيارات التالفة والمهملة في كل مكان، حيث غطتها عوامل التعرية وبقيت هياكل لا يزيلها أحد.. في حي الخضرية حفر هنا وهناك تتصيد المركبات العابرة والآتية للاصلاح. طرق داخلية تفتقر مصابيح الإضاءة، ومن يمر بها للوهلة الأولى ترتسم في ذهنه علامات الاستفهام، أين يد التطوير، لماذا لم تمر من هنا؟ أكثر من خمسة آلاف ورشة لخدمة السيارات وأخرى للحدادة والخراطة تتزاحم في عشوائية وتتجمع كلها مع نقص الخدمات والبنى التحتية.. كل ذلك على الرغم من الوعود التي يقطعها مسؤولو الأمانة. بعض ملاك الورش الذين التقتهم «عكاظ» بثوا همومهم ومتطلباتهم التي تتمحور أغلبها في سرعة القضاء على الحفر في طرق وشوارع خضرية الدمام، وهو الأمر الذي يتسبب بدوره في خلق مستنقعات ومياه آسنة جاذبة للحشرات. كما طالبوا المسؤولين في الأمانة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وبخاصة الشرطة والجوازات بضرورة متابعة العمالة المخالفة وتكثيف حملات الدهم والقبض، وتحديدا في المنطقة الصناعية التي تعج بآلاف المخالفين، علاوة على إيجاد بنى تحتية جيدة وتنظيم الورش والمحلات وإزالة التالفة من المركبات وتغريم من يرمي المخلفات الصناعية على جنبات الطريق . حامد عزيز الشهري قال إن الذهاب لمنطقة ورش السيارات مضاره أكثر من منافعه، فمن يحاول إصلاح عطل واحد في مركبته سيفاجأ بظهور عدة أعطال، وذلك لكثرة الحفريات، ويكاد الأسفلت يكون منعدما في أغلبها. نقل الموقع ويقول محمد الشمري: حينما أتوجه لخضرية الدمام ألاحظ كثرة النفايات والأوساخ على جنبات الطرق المؤدية لورش السيارات، وكأن الخضرية جعلت لرمي النفايات وليست ورشا للصيانة، وتساءل: أين الأمانة من هذا الموقع الحيوي الذي يئن بالنفايات والقاذورات، مضيفا «لماذا لم يتم إرغام الورش على تنظيف ما حولها من مخلفات وخردة شوهت المنظر العام وساهمت في تلوث البيئة». عدنان البراك يقول إن خضرية الدمام بحاجة لإعادة نظر في موقعها، فموقعها لا يزال منذ 20 عاما على ما هو عليه دون تطوير، ومع الزحف العمراني السريع أصبحت ورش صيانة السيارات وسط النطاق العمراني، ما جعلها مرتعا للعمالة المخالفة والهاربة. ويطالب البراك بنقل الصناعية لموقع آخر، كما طالب الجهات الرقابية بتكثيف الجولات الميدانية والتفتيشية على الورش وعدم تجديد الرخص المهنية في حالة مخالفتها للنظام، وتساءل البراك عن حال السيارات التالفة وبعضها تحمل لوحات، الأمر الذي يضعها تحت تصرف بعض ضعاف النفوس. صناعات خفيفة في المقابل، يقول ل«عكاظ» محمد الصفيان مدير عام العلاقات العامة في أمانة الشرقية إن منطقة الخضرية من مناطق الصناعات الخفيفة القديمة والمحددة باستخدامات ورش السيارات وأعمال النجارة والحدادة وغيرها من الصناعات الخفيفة، والأمانة أعطت اهتماما لمنطقة الخضرية خلال السنوات الماضية، ووضعت خطة عمل تشمل إنشاء وأعمال شبكات تصريف مياه الأمطار وسفلتة الشوارع. وتم الانتهاء بنسبة 100% من تنفيذ شبكات تصريف مياه الأمطار وتخفيض منسوب المياه الجوفية وإنشاء محطة الضخ وملحقاتها، بالإضافة إلى إنشاء غرف التفتيش ومصائد الأمطار للمنطقة، كما تم تنفيذ سفلتة شوارع منطقة الخضرية بعد الانتهاء من شبكة تصريف مياه الأمطار بنسبة 45% وإدراج مشاريع استكمال سفلتة شوارع الخضرية كاملة بنسبة 55%، كما تم الانتهاء من أعمال الإنارة الإضافية بالمنطقة. رقابة وتفتيش وفيما يتعلق بأعمال الرقابة والتفتيش، قال الصفيان إن البلدية المختصة منحت منطقة الخضرية أهمية قصوى من خلال متابعة أعمال النظافة والرقابة على الورش والمحلات وتطبيق النظام بكل حزم على المخالفين، والتي تصل إلى عقوبة الإغلاق واستحصال الغرامات، منوهاً بأن البلدية مؤخرا قامت بإلزام ما يزيد على 90% من أصحاب الورش بتوفير حاويات نظافة خاصة، ما أسهم إلى حد كبير بالرفع من مستوى النظافة بالمنطقة وتوفير جهود البلدية في التركيز على المناطق المفتوحة والطرقات بالحي. أما بخصوص موضوع السيارات التالفة، فالبلدية تقوم من خلال الإدارات التابعة لها، بالتنسيق مع الجهات المختصة برفع السيارات التالفة وحصر السيارات المهملة ورفعها لإدارة المرور لاتخاذ ما يلزم بشأنها حسب الاختصاص، كما أن البلدية تقوم من خلال فريق عمل مخصص لمنطقة الخضرية بمتابعة المحلات والورش المخالفة وتطبيق الأنظمة بحقها.