لا يزال المهد القديم للمولود المكون من قطعة قماش المعروف ب«الهندول»، يحضر بقوة في المنطقة الجنوبية، وتحديدا في رجال ألمع، على الرغم من توافر العديد من أسرة الأطفال الحديثة بأشكال وأحجام مختلفة، ويبدو أن غالبية الأمهات والجدات في عسير لم يقتنعن بتلك الأسرة، وتمسكن ب «الهندول» القماشي،الذي يربط في أطراف السرير. واعتبرت إحدى الجدات أن المهد القديم من أفضل الطرق لتنويم الأطفال لأنه مريح جداً وله مفعول سحري في تنويم الطفل، مؤكدة أن المجربات من الأمهات يعرفن ذلك حيث إن الطفل يخلد في الهندول لساعات أثناء نومه. وبينت أن للهندول في رجال ألمع طقوسا معينة، منها أنه يصنع من قماش يعرف آنذاك «بالمبرم» وتصبغه الأم ب «الحلب والثعب والهرد» وهي نباتات عطرية ذات رائحة زكية، وتساهم في تعطير «المولود»، وتكون رائحته جميلة، ثم تربط الأم القماش بالسرير والتي تعرف في تهامة عسير «بالقعادة» وهي مصنوعة من الخشب، وهي مخصصة للطفل ولأمه. واتفقت الأمهات والجدات في محافظة رجال ألمع أن المهد القماشي القديم أو الهندول هو أفضل طريقة لتنويم الطفل في الوقت الحالي، فما أن يدخله الرضيع حتى يشعر بالأمان والطمأنينة والراحة الكبيرة. وبينت أم ناصر أن هناك بعض الكلمات والأناشيد القصيرة يرددنها أثناء دخول الطفل للهندول ومنها دوها يادوها.. بابا راح مكة.. وجابلنا ماء زمزم ..وغيرها. وقالت: «إن الهندول الذي تربط أطرافه بالقعادة وهي موجود في معظم غرف النوم دون أن يكون هناك أي تذمر من الأبوين. بل إن الجدات يحرصن على تواجد الهندول في غرف النوم»، مؤكدة أن العديد من الأسر في رجال ألمع لا يمكن أن تستغني عن الهندول القديم مهما بلغت الإغراءات.