تتمتع العديد من مناطق المملكة بتميز أدواتها التراثية القديمة، والتي مازال يتوارثها الأبناء بعد تطويرها وإضافة بعض اللمسات الفنية عليها. وفي منطقة عسير عرف الناس قديما «الميزب»، وهو ما يسمى حالياً ب«الهندول»، وهو المهد الذي كان يوضع فيه الأطفال حديثو الولادة إلى أن يبلغوا عاماً أو أكثر. هذه الأداة مازال عدد من الاهالي يستخدمونها في تربية الصغار، حيث يوضع الطفل داخل الميزب ومن ثم حمله على الكتف أو تعليقه في أي مكان في المنزل حتى لا تصل إليه بعض الكائنات المؤذية مثل الثعابين والعقارب ونحوهما. في البداية يقول محمد الزهراني: أن للميزب فوائد كثيرة، فهو يساعد على حمل الطفل بطريقة مريحة وسليمة، أما بالنسبة لمكوناته فهو نوع من أنواع الجلد المدبوغ يقوم بصناعته مختصون في ذلك، ويوضع على جنباته وزاويته الأمامية أخشاب قوية، كما أن هناك خيطين قويين من الجلد يساعدان على حمله بسهولة، ويكون على هيئة شبة أسطوانية أو مستطيل مفتوح من الاعلى والامام، ويزود من أسفله بقطعة جلدية مخروزة بشكل قوي، وتزود كل حافة من الحافتين العلويتين للميزب بعامود خشبي أو جريدة نخل تساعد على استقامته. كما تزود الحواف العلوية بعرى جلدية عند نهاية الميزاب وعلى مسافة من مقدمته ويثبت بها علّاقة جلدية ليحمل بها الميزب على نحو يمنع انقلاب الطفل اثناء تعليقه، كما يزركش غالبا بنقوش مرسومة وتتدلى منه سفايف وزوائد جلدية للزينة. ويقول علي حماد: يسمى الهندول في البوادي قديما بالمزبا، كما يسمى بالحنتول او الهندول، وهو يصنع من الجلود سواء كانت جلود اغنام ام ابقار، ويكون على شكل شبه مستطيل مفتوح من الامام له قائمتان على الاطراف وملزمتان أو حبلان على الاطراف من الجلد، وتحمله النساء على اكتافهن، وهو مازال يستخدم حاليا ولكن بشكل غير كبير، نظرا لتوفر العربات الحديثة. ويشير ساعد الغامدي الى ان الهندول يعد من أغلى المصنوعات الجلدية نظرا لإقبال النساء على اقتنائه حتى يومنا هذا. وهو وعاء جميل يوضع فيه الطفل لحمله على كتف أمه في حالة نومه، كما تشتهر بعض المناطق بعمل «الميزب» وهو ما يوضع فيه المولود. وهو مهد خاص يُصنع من الجلد المدبوغ، له جنبات خشبية قوية، وكذلك زاويته الأمامية. وله مقبضان قويان من الجلد ليسهل حمله على الكتف أو تعليقه بالمنزل بعيداً عن الثعابين أو العقارب، أو ليسهل على الأم حمل رضيعها أثناء السير لمسافات طويلة. وتقول أم علي كان المولود في الماضي يلف في الكفلة ثم يحزم جميع بدنه حتى لا تتناثر هذه الكفلة ثم يرضع ويكرع ويودع عند نومه في وعاء مصنوع من الجلد وخاصة من جلد الماعز المدبوغة ومشدودة الأطراف بعصي وله عروتان من الحبال تعلق بواسطة حبل في أحد المعاليق بركن البيت، ويسمى ذلك الوعاء “المزبى” أو ربما يعلق الطفل فيه في شجرة عندما تضطر الأم إلى العمل في الزراعة، ولعل الهدف منه رفع المولود عن الأرض هو ألا يتعرض للدهس والزواحف وكانت النساء قديما يحملن فيه أطفالهن ويعلق على الكتف ويضم الذراع عليه إمعانا في الأمان.