نظمت جمعية الجنوب الخيرية النسائية بأبها سهرة ألمعية ضمن الفعاليات النسائية لمهرجان أبها يجمعنا. شهدت السهرة عرض بروجكتر للملبوسات العسيرية الألمعية القديمة قامت بتقديمها عارضات جزائريات، إلى جانب لوحات تراثية لسيدات محافظة رجال ألمع أعادت الحاضرات إلى زمن الاحتطاب ورعي الغنم والسقيا على ألحان وأهازيج كانت تردد قديما. ذكرت المشرفة على فعاليات أيام ألمع النسائية بأبها فاطمة فايع يعقوب أن وزارة الثقافة الجزائرية طلبت إجراء دراسة لهذا التقاطع بين أشكال الأزياء في جنوب غرب المملكة، وبين لبس القبائل في الجزائر، وهذا ما دفع الجهات المسؤولة بوزارة الثقافة الجزائرية إلى طلب إعادة العرض مرة أخرى في حفل الختام وعلى ذلك تمت إعادة عرضه". وأضافت فاطمة أنها نظمت نفس العرض للأزياء التقليدية التراثية العسيرية مؤخرا أقيم على مسرح قصر الثقافة الجزائرية عرضت من خلاله 21 زياً نسائيا تقليديا ارتدته عارضات جزائريات إضافة إلى 11 زيا رجاليا، حيث عرضت أزياء بحليها الفضية وإكسسواراتها كتعريف بالهوية التقليدية التراثية للمرأة العسيرية وما كانت ترتديه قديما، مشيرة إلى أن نورة أبو عبثان وريم عسيري أشرفتا على هذه العروض التقليدية. وقالت المشرفة على الفعالية النسائية بأبها والعضوة في جمعية الجنوب النسائية الخيرية نورة أبو عبثان إن السهرة الألمعية لاقت نجاحا كبيرا، خاصة أن التراث العسيري زاخر بالحلي والنقوش والأزياء التقليدية اللافتة بألوانها المتداخلة، مضيفة أن العرض لم يحتج الكثير من الوقت في عمل البروفات، لأننا قدمناه في الجزائر". وأشارت إلى أن سبب اتجاههن إلى الجزائر لعمل عروض عسيرية ورجال ألمع فيها أن التراث بين الدولتين متقارب، والأزياء كذلك، فعرضنا أزياء نسائية من رجال ألمع وقحطان وعسير وجيزان ، أما كاملة مغاوي (77 سنة) فقد أدهشت الحضور من النساء في حوار عن الماضي والعادات الحياتية قديما، وكيف قامت هي على تربية إخوانها، إلى جانب حديثها عن الطرق القديمة التي كانت تستخدم في توفير الإضاءة والكهرباء , بالإضافة إلى العادات المتبعة قديما في الزواج. وفي نفس السياق قدمت نساء عسير لوحة إبداعية لسيدات تجاوز بعضهن الستين عاما ارتدين من خلاله الزي التقليدي الأسود، والذي دائما ما يكون مطرزا بألوان متناسقة ودافئة، مع عصابة الرأس، وحزام الوسط، حيث ظهرن على خشبة المسرح وهن يحملن على ظهورهن " قرب الماء" أو "الواردات " التي كن يستخدمنها في السقيا من البئر قديما ، وحملن أيضاً الحطب أو ماكان يطلق عليه " الحواطب "، وذلك للقيام بعملية الطهي أو التدفئة المتبعة قديما. وفي جانب آخر يظهر لنا " الهندول" ، وهو عبارة عن قماش يعلق على طرفي السرير، ويوضع بداخله الطفل، ويتم هزه مع بعض "الشلات" التي تردد بغرض إسكات الطفل، لينام على صوت أمه , وفي وسط المسرح تقدمت سيدة تجاوزت الخمسين عاما لتستعرض دور الطاحنة، والتي توكل إليها مهمة طحن الحب أو الدقيق . وفي لوحة تراثية أخرى قدمت مجموعة من الفتيات الصغيرات بعض الألعاب القديمة، والتي تعتمد على ترديد بعض الكلمات المصاحبة للعبة ومنها لعبة "الزقطة "، وهي عبارة عن التقاط الحصى من الأرض وفق ترتيب وآلية من المهارة , إلى جانب لعبة أخرى وهي " وقار ما أطيح" و"قدح مسلسل" , قدمتها مجموعة من بنات عسير من بينهن الطفلة أحلام عبدالله أبو مسمار والطفلة بتول عبد الله مطاعن. وانتهى العرض بحفلة " المراح" والمعتمدة قديما في أعراف العرس الألمعي والتي استخدمت فيها نساء العرض " المهاريس" والطبول كما كان معمولا به في تلك الأزمان بهدف إدخال البهجة والسرور إلى نفوس المدعوات والعروس، والذي حلت محله اليوم الفرقة الموسيقية، إلى جانب " الماشطة "، وهي الكوافيرة في وقتنا الحاضر ، وكانت الماشطه قديما تعتمد في تزيين العروس على "الطيب"، وهي مادة عطرة توضع على رأس العروس، مع عمل جدائل "ظفائر " تخرج من بعدها العروس إلى زوجها فيما يسمى " مراح الحدية "، وهي مشية بطيئة تعكس رزانة العروس . من جانبه أكد وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني " أن "الفعاليات التراثية التي تقام في منطقة عسير تهدف إلى التعريف بالموروثات العسيرية،وإلى تجديد عبق الماضي، وتقديم صور مختلفة تفرز فكر وتاريخ لحضارة نعيشها اليوم"، مضيفا أن الحفاظ على التراث العسيري هو حفاظ على حياة كانت تعاش ومازالت تعرض كنوع من تجديد الذاكرة، وترسيخ حكايات زمنية في عقول أبنائنا وبناتنا. وأشار إلى أن "الفعاليات التي تقوم على جهود نسائية هي ملخص لإبداعات المرأة العسيرية وتراثها، ولجهود سنوات طويلة حاولت المرأة العسيرية من خلالها توثيقها وعرضها للمتلقي بصورة مشرفة تختصر مسافات زمنية، من خلال لوحات متتالية تشارك فيها كبيرات السن من نساء المنطقة وأطفالنا البنات".