تمازج بيئي وطبيعة ساحرة وشواطئ بكر ورمال ناعمة وخضرة ومرتفعات منعشة اجتمعت لترسم لوحة بديعة من الروعة والجمال، أدت بشباب أملج إلى ممارسة هوايتهم «الطلعة»، حيث يقضون أوقاتهم بين الطبيعة الساحرة الفريدة والتنوع الجغرافي الذي تتمتع به هذه المحافظة الساحلية. عدد من الشباب تحدث ل«عكاظ» عن ما تتمتع به محافظتهم، داعين إلى العمل على زيادة التنشيط السياحي ليعود بالفائدة على أهالي المنطقة، حيث أوضح الشاب سليمان فهيد أن عشقه لا محدود في الخروج إلى البر والاستمتاع بالأجواء الهادئة بعيدا عن صخب المدينة برفقة أصدقائه الذين لا يتجاوز عددهم في الغالب عشرة أشخاص، قائلا: «نبدأ بالتجهيز للطلعة البرية من أول الأسبوع حيث يكون في مقدمتها «تيس الطلعة» وأدوات الطبخ والشاي والقهوة، إضافة إلى الأغطية والمفارش للنوم، وعادة تكون يومي الخميس والجمعة ما عدا فترة الإجازات فطلعاتنا غير مقيدة بيوم معين». ويلتقط طرف الحديث زميله حسين عايد مضيفا: «محافظتنا تمتلك طبيعة ساحرة وبيئة برية غاية في الإبداع الكوني، فالمناطق بين الجبال والهضاب تسحرنا بمناظرها، ما يجعلنا نبحث في كل مرة عن مكان جديد لنكتشفه». وفي سياق ذي صلة يقول الأديب أحمد خير الله: «تعد الشواطئ هي أشهر معالم أملج وأكثرها زيارة من قبل السياح وساكنيها، وتتعدد بين شاطئ الدقم الخلاب والذي تتجاور فيه أشجار النخيل مع مياه البحر الأحمر النقية لتشكل لوحة طبيعية خلابة تشهد على صنع الخالق سبحانه ومقدرته، وشاطئ الحرة البركاني والذي تكون منذ آلاف السنين إثر ثورات بركانية لم تخمد صهارتها إلا على شاطئ البحر، وشاطئ الحسي والذي يعد من أجمل مناطق الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وشاطئ الشبعان الذي يزخر بالاستاكوزا البحرية اللذيذة عند ظهور البدر بحلته الجميلة الكاملة». ويعرج خير الله على الصحراء التي لا تبعد كثيرا، فعلى مرمى البصر من شاطئ البحر بإمكان أقدام الزائر أن تغوص في رمال ذهبية تمنح الدفء في قلب كل زائريها، وتبعث الدهشة والراحة في آن، حيث تتجاور الصحراء بتلالها الناعمة مع الشواطئ البكر، وبإمكان زائر بر الثميلة الاستمتاع بكثبان رملية متداخلة فيما تتلألأ النجوم مساء في سماء صافية لا مثيل لها حتى في المدن الكبرى. ويؤكد خير الله أن مزارع أملج تنتج فواكه صيفية تنال إعجاب متذوقيها، خاصة ثمار المانجو والجوافة، ويبدي خير الله اندهاشه من تواجد الآبار العذبة وسط البيئة البحرية المحيطة، ما يجعلها تضخ شريان الحياة في هذه المزارع، ليجتمع الجمال الأخضر برزقة البحر وصفرة الصحراء، لافتا إلى أن أملج هي المكان الوحيد الذي يجمع بين الجمال الحسي والوصفي. ويستطرد خير الله في وصفه للجبال قائلا: «ليس بعيدا عن كافة التضاريس السابقة يقف جبل «ترهم» شامخا مراقبا لتلك الجميلة التي تكبر أمام ناظريه وتمتد آفاقها أكثر مما تعود عليها في الماضي، فيما تقف سلسلة جبال السروات شاهدة على التطور الذي شهدته هذه المدينة الحالمة، وهي ملجأ لكل من يبحث عن نسمات عليلة تنعش صدره في ليالي الصيف الحارة، ولراغبي المغامرات في تسلقها وسبر أغوارها التي لم تكتشف بعد».