يعتبر مسجد الخيف في منى أحد أهم الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة لما له من قيمة روحانية يحظى بها في أيام الحج وخصوصا أيام التشريق، حيث يصلي فيه الحاج خلال هذه الفترة. مسجد الخيف أحد المساجد المهمة في مكةالمكرمة، ويقرأ بفتح الخاء وسكون الياء، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، وهو يقع في خيف بني كنانة في سفح جبل منى الجنوبي قرب الجمرة الصغرى، وتوجد فيه بصفة دائمة أعداد كبيرة من الحجاج في موسم الحج، ومن فضل المسجد فقد روى البيهقي عن ابن عباس أنه قال: صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا. يعد مسجد الخيف مصلى الرسول في منى، وقد حدد مكان صلاة الرسول في مسجد الخيف عند الأحجار التي تقع بين يدي المنارة وهي موضع مصلى النبي، وقد كان هذا المكان معروفا في القبة التي في وسط المسجد التي هدمت عند تجديد المسجد. وروى الترمذي في الترغيب والترهيب عن النبي أنه قال: صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى عليه السلام، كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان. وعن يزيد بن الأسود عن أبيه قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف. وروى البيهقي في سننه الكبرى عن ابن عباس أنه قال: صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا. وكان مسجد الخيف ولا يزال موضع اهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ، لما له من مكانة في أداء الحجاج مناسكهم في أيام الحج، بالتحديد في أيام التشريق في منى، وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بتوسعته وإعادة عمارته في سنة 1407ه الموافق 1987 وبتكلفة قدرت بتسعين مليون ريال، تم فيه بناء أربع منارات، وزود بأربعمئة وعشر وحدات تكييف، وألف ومائة مروحة، وأنشئ خلف المسجد مجمع دورات المياه يوجد فيها أكثر من ألف دورة مياه وثلاثة آلاف صنبور للوضوء.