تناولت مجموعة من الممرضات السعوديات العاملات في مستشفيات الشرقية بعض همومهن على صفحات «عكاظ» بعدما أجمعن أن نظرة المجتمع لمهنة التمريض للمرأة بدأت في التحسن أفضل من السابق ومع ذلك فإن فئة من المجتمع لاتزال تنظر إليها نظرة سلبية قاصرة لتسأل: كيف للمرأة أن تتواجد طوال الليل خارج بيت أسرتها وكيف تغيب عن أطفالها.. النظرة لاتزال عند البعض وتشكل هاجس قلق لدى الفتيات فهل هي النظرة صحيحة. «عكاظ» ناقشت مجموعة من العاملات في المجال الصحي عن تجربتهن وما يعانينه من خلال مهنتهن، وتقول فاطمة البناوي تعمل في مجال التمريض منذ أكثر من خمس سنوات: لا أنكر نظرة البعض إلى مهنة التمريض خاصة أنها مهنة تتطلب الاختلاط في مجال العمل وبالنسبة لي لا أراها عيبا إذا لزم كل طرف حدوده فالبعض يعيبها من هذا الجانب والبعض الآخر يعيبها وينظر لها نظرة سلبية كون المهنة تتدخل فيها العمل الليلي ونظام الشفتات، وهؤلاء يرون أنه من العيب للمرأة التخير في العودة إلى منزل أسرتها. من جانبها، ترى سارة الغانم أن النظرة تغيرت تماما عما كانت عليها ففي السابق كان الشاب إذا أراد خطبة فتاة كان يشترط على أهلها وأهله أنه لايريد ممرضة كونها تعمل خارج المنزل أما الآن فالوضع تغير تماما حتى أن البعض يفضلون المرأة العاملة فالحياة وظروفها تغيرت كثيرا عن السابق، وتتفق مع سارة زميلتها سمانة الدار لتضيف بقولها: لا أنكر أن هناك نظرة عالقة في أذهان البعض حتى الآن فمتطلبات المهنة قاسية وصعبة ولا تزال بعض الأسر ترفض دخول بناتها في المجال الصحي ليس من نظرة المجتمع فقط بل من متاعبه. في المقابل يرى عدد من المتابعين لعمل الممرضات السعوديات بأنهن قطعن شوطا كبيرا في هذا المجال من خلال خوض غمار المهنة الإنسانية الكبيرة فأصبح هناك إقبال كبير على المهنة وفي جميع مدن ومحافظات المملكة. وتقول نور الضوان مهنة التمريض إنسانية في المقام الأول وكانت موجودة منذ العهد النبوي، حيث كانت النساء يضمدن جرحى الحروب(ولا أعرف كيف بنيت النظرة السلبية لهذه المهنة لكن لاتزال هناك عقليات لابد أن تتغير). حسين العواد أب لممرضتين يقول إنه فخور بعمل بنتيه في مهنة التمريض، موضحا أن المهنة إنسانية بحتة ولا يعيبها أي شيء دام توفر الاحترام والالتزام بالشرع والحجاب ودون الخروج عن التقاليد والقيم الفاضلة.