يدور العم أحمد محمد حول «خشبة المعصرة» منذ نصف قرن دون كلل، ليستخرج زيت السمسم، فالمسن الذي تجاوز ال70 من عمره، يتمسك بالطرق البدائية في عمله على الرغم من ظهور العديد من الآلات الحديثة التي تؤدي مهمة الجمل معصوب العينين، ويتحرك عكس عقارب الساعة. العم أحمد الذي ورث المهنة من أبيه عن جده، أوضح أن المعصرة تتكون من أدوات عدة، لكن بطلها والعنصر المحوري فيها هو الجمل المدرب، مبينا أن خشبتها الأساسية أو القالب المجوف يصنع من أقوى الأشجار و الذراع الخشبي القوي وقطب المعصرة وهو القائم بين عود المعصرة والقوس والشدة أو راكبة المعصرة، أو الحابط المحملة بالأحجار والحصى وأكياس الرمل لتضاعف الوزن، مرجعا تغطية عيني الجمل أثناء الدوران حتى لا يشعر بدوار ويتوقف عن العمل وربما يسقط. وذكر العم أحمد أن الأمانة في العمل والإنتاج هي التي تجذب الزبائن للشراء، لافتا إلى أن ارتفاع ثمن السمسم يجبر البعض بخلطه مع زيوت أخرى. وقال «في السابق لم يتجاوز ثمن كيس السمسم 200 ريال، أما الآن فوصل سعر الكيس 550 ريالا، أما سعر الزجاجه فيبلغ 30 ريال»، ملمحا إلى أن العصرة الواحدة تستمر مدتها ساعتين ونصف، ينتج خلالها جالونين تستوعب ثمانية لترات، توضع في 10 زجاجات وتباع ب 300 ريال. وأفاد العم أحمد أن الزيت المستخلص من السمسم يسمى «سليط» وهو مسلط على كثير من الأمراض، مثل الروماتيزم والصدرية و الأمراض الجلدية ومضاد للسرطان، كما أنه يخفف من مشكلة الأرق، كما يستخدم لعلاج اللثة والأسنان ويستخدم كغذاء ودهان وهو الزيت المفضل لدى كبار السن لمعرفتهم بما يحتويه زيت السمسم من مركبات ولنكهته الخاصة ورائحته القوية، مؤكدا أنه لن يتخلى عن مهنته، ويسعى تعليمها أبنائه وبطريقة بدائية، لأن الزيت المنتج بها يكون له طعم ونكهة جيدة تختلف عن المستخرج بالآلات الحديثة.