فرضت المرأة السعودية حضورها بقوة في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة، خلال الأيام الماضية رغم سوء الأحوال الجوية والتي لازمت أيام عرضها لمنتجاتها في ساحة العروض شرق مدينة الرياض حيث شاركت مشاركات متميزة واستحوذت على الجزء الأكبر منها وبرهنت من خلالها على قدرة النساء على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية الوطنية عبر عدد كبير من المشروعات الصغيرة والتي استطاعت أن توفر لها حياة كريمة، وتعزز من قدرة كثير من النساء على إعالة أسرهن ولكن البحث عن المواقع الثابتة لتعزيز مشروعاتهن همهن الأول فالتنقل من معرض لآخر متعب كما أن التقطع الدائم عن البيع يعرقل الرزق. ومنهن أم أحمد تقول: أنا في العقد الخامس من العمر وأعاني من بعض الأمراض المزمنة، وأعيل أسرتي المكونة من أربعة أولاد وأربع بنات إحداهن مطلقة ولديها ثلاثة أولاد، ما اضطرني إلى بيع الخبز المعد على الحطب، كونه مصدر دخلي ورزقي الوحيد. وأضافت: تمكنت من البيع بشكل أفضل خلال مهرجان التراث لتوفر أماكن مخصصة للبيع بشكل منظم. وطالبت بتوفير موقع خاص ودائم لبيع منتجات الأسر المنتجة لمساعدتها على تأمين دخل دائم لهم. وفي موقع مجاور تخيط أم عبدالعزيز الأقمشة وتطرزها بيدين ماهرتين لا تكل ولا تمل من العمل الدؤوب. وتقول أم عبدالعزيز: وقت العمل يفوق ثمن البيع كثيرا لعدم وجود موقع مخصص لعرض منتجاتي ورفيقاتي على أكبر عدد ممكن من الزبائن. وأضافت: بما أنني العائل الوحيد لبناتي بعد أن طلقني زوجي أعمل في تطريز الأقمشة لدفع إيجار منزلي خاصة وأن راتب الضمان الاجتماعي والذي لا يتجاوز الألف ريال لا يكفيني للإنفاق على الأسرة. وأشارت إلى محاولاتها العديدة في الحصول على قرض من بنك التسليف لتتمكن من استئجار محل وأدوات تعينها على تطوير عملها ولكنها في كل مرة تقابل بالرفض كونها لا تملك دخلا ثابتا وليس لديها كفيل. أم محمد تختلف عن السيدتين السابقتين حيث إنها متزوجة من رجل من ذوي الدخل المتدني ولها سبعة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، تقول أم محمد: لا يستطيع زوجي من راتبه إعالة الأبناء وتوفير متطلباتهم المدرسية خاصة وأنها مرتفعة الأسعار كثيرا، وأضافت: بدأت عملي برأس مال لا يتجاوز 500 ريال اقترضها زوجي من أحد الأقارب، مشيرة إلى أنها تواجه أياما عصيبة في الفترات التي لا تستطيع البيع فيها بشكل جيد. وتعتمد الخالة أم سلطان في رزقها على بيع المرطبات وقطع الملابس بمبالغ رمزية لا توفر لها متطلباتها، خاصة أنها تعاني من مرض السكر ولها أربعة أبناء وتعمل أم سلطان منذ ثمانية عشر عاما في بيع منتجاتها المنزلية وتأمل في الحصول على دخل ثابت يمكنها من الإنفاق على أسرتها دون اللجوء إلى الاقتراض وإضافة دين جديد على الديون المتراكمة من قبل. أما أم خالد فهي تعمل في إعداد وبيع الأطعمة الشعبية مثل الأقط والسمن والبهارات والدخن ودبس التمر منذ أكثر من 10 سنوات، إضافة إلى خياطة الثياب وخصوصا ما يسمى «بالشالكي» من خامات عالية الجودة، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار الخامات، هو العائق الوحيد أمامها لتطوير مشروعها، وكذلك صعوبة تسويق هذه المنتجات على نطاق واسع. من جانبها، قالت أم عبد الرحمن التي تقدم نموذجا آخر على نجاح مشروعات الأسر المنتجة: أعمل في إعداد الجريش والكبيبة وحلا القهوة وبعض السندوتشات والسنبوسة وأبيعها للأهل والمعارف مؤكدة أن توفير معرض دائم للأسر المنتجة، أو محلات في الأسواق الشعبية، يمكن أن يساعدها كثيرا على مضاعفة نشاطها وزيادة أرباحها. ومن ناحيتها، قالت أم محسن والتي تعمل في خبز الصاج وبيعه في بيتها، إنها تعتمد على هذا العمل في تلبية احتياجات أبنائها منذ أكثر من 7 سنوات بعد وفاة زوجها. وأضافت أنها تحرص على المشاركة في كل المهرجانات ومعارض الأسر المنتجة لأنها توفر لها منفذا لبيع منتجاتها. من جانبها، ذكرت مديرة الضمان النسوي أسماء الخميس ل «عكاظ» أن برنامج الأسر المنتجة ضمن تسعة برامج وافق عليها المقام السامي لدعم مستفيدي الضمان الاجتماعي، ويعد من البرامج المهمة التي يعول عليها الكثير من أجل أن تعتمد المرأة على نفسها وقدراتها ومهاراتها وتسهم في زيادة دخلها ولا تكتفي بمعاش الضمان والمساعدة المقطوعة وإنما تجعل لها مصادر أخرى ثابتة. وأكدت أنها تعزز أهمية قيمة العمل للمرأة لأن العمل لا يعني دخلا ماديا فقط بل ستتكون علاقات لهذه السيدة كما ستنظم وقتها وستكون لها رغبة في الابتكار والإبداع وتحسين المنتج وجوانب أخرى تتحقق لهذه السيدة أو لهذه الأسرة تتحقق من جراء وجود عمل يدر عليها ربحا ثابتا.