فرضت المرأة السعودية حضورها بقوة في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة، الذي أقيم خلال الفترة من 25 جمادى الآخرة إلى 4 رجب 1433ه بساحة العروض شرق مدينة الرياض، من خلال مشاركتها المتميزة في أركان الأسر المنتجة. عدد كبير من النساء اللاتي شاركن في فعاليات المهرجان استثمرن مهاراتهن وخبراتهن في إعداد الأطعمة الشعبية لبدء مشروعات في بيع الأطعمة، دون الحاجة إلى مغادرة بيوتهن، ومن هؤلاء "أم خالد" التي أكدت أنها تمارس العمل في إعداد وبيع الأطعمة الشعبية مثل الأقط والسمن والبهارات والدخن ودبس التمر منذ أكثر من 10 سنوات، وتعتمد على ذلك في إعالة أسرتها.
وتضيف أم خالد أنها أيضاً تقوم بخياطة الثياب خصوصاً ما يسمى "بالشالكي" من خامات عالية الجودة، مشيرةً إلى أن ارتفاع أسعار الخامات، هو العائق الوحيد أمامها لتطوير مشروعها في إعداد وبيع الأطعمة الشعبية أو الثياب، بالإضافة إلى صعوبة تسويق هذه ا لمنتجات على نطاق واسع.
أما "أم عبد الرحمن" فتقدم نموذجاً آخر على نجاح مشروعات الأسر المنتجة في توفير حياة كريمة للمرأة، حيث تقول: أعمل في إعداد الجريش والكبيبة وحلا القهوة وبعض السندوتشات والسمبوسة وأبيعها للأهل والمعارف، ولا تتوفر لي القدرة على إيجاد مكان دائم لبيع هذه الأطعمة، حيث إن المهرجانات الخاصة بالأسر المنتجة موسمية ولأيام محدودة، وتؤكد أم عبد الرحمن أن توفير معرض دائم للأسر المنتجة، أو محلات في الأسواق الشعبية، يمكن أن يساعدها كثيراً على مضاعفة نشاطها وزيادة أرباحها.
ومن ناحيتها، تؤكد المشاركة "أم محسن" التي تعمل في صناعة خبز الصاج وبيعه في بيتها، أنها تعتمد على هذا العمل في تلبية احتياجات أبنائها منذ أكثر من 7 سنوات بعد وفاة زوجها.
وتضيف أنها تحرص على المشاركة في جميع المهرجانات ومعارض الأسر المنتجة لأنها توفر لها منفذاً لبيع منتجاتها من خبز الصاج والكبة، بكميات كبيرة.
وأعربت أم محسن عن أمنياتها بأن يكون لها محل لعرض منتجاتها وتوسيع عملها، الذي بدأته بمبلغ زهيد لا يتجاوز 200 ريال لكنها استطاعت من خلال هذا العمل أن تعول أسرتها.
تجربة نجاح أخرى ترويها الهنوف الخليفي أثناء مشاركتها في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة، فتقول: البداية من خلال اتفاق مجموعة من الصديقات على العمل في صناعة وبيع العطور، وكان رأس المال لا يزيد عن 6500 ريال، وكنا نسوق منتجاتنا من العطور في إطار الأهل والأصدقاء والمعارف والجيران، وبعد 3 سنوات تضاعف حجم العمل وتحقق لنا شهرة في مجال صناعة وتجارة العطور الشرقية والغربية وتلبية احتياجات العرائس من العطور في علب خاصة تحمل اسم العروس، بما يتناسب مع العطر المميز الذي يتم تصنيعه بناء على رغبتها.