بعد أن ألغت وزارة التربية والتعليم نظام الاختبارات المركزية في جميع مراحل التعليم العام بهدف إنهاء رهبة الطلاب والطالبات منها، عادت الرهبة من جديد لتفرض وجودها في الاختبارات التحصيلية التي لقيت إشادة من بعض أولياء الأمور ورفضا من البعض الآخر. وتثير الكثير من الجدل والتساؤلات في الميدان التربوي رغم أنها حسب تعميم للوزارة مرفق معها تهدف إلى قياس مدى نجاح المناهج المطورة. وقال عدد من مديري المدارس إنه رغم فائدة الاختبار التحصيلي لطلاب وطالبات الصف السادس ابتدائي والثالث متوسط إلا أن التوقيت التي حددته وزارة التعليم لإجرائه لم يكن جيدا حيث إنه يسبق الاختبارات النهائية بأسبوع واحد فقط، هذا من جانب، ومن جانب آخر لم تصل أسئلة الاختبار إلا يوم الأربعاء الماضي. وتساءلوا عن الأسباب التي دعت الوزارة إلى تطبيق هذا القرار في هذا الوقت الضيق، مؤكدين أن المدارس تتكبد أعباء كبيرة في طباعة أوراق الأسئلة والأجوبة حيث إن مادة الرياضيات 12 ورقة ومادة العلوم 15 ورقة ومادة «لغتي» 19 ورقة للطالب الواحد هذا يعني إذا كان عدد الطلاب 180 على المدرسة التي يجرى فيها الاختبار طباعة ما يقارب 10 آلاف ورقة أسئلة بخلاف أوراق الأجوبة والتي يتم تظليل الأجوبة فيها حسب النظام المطور للاختبارات. وكل هذا خلال يومين فقط علما أن بعض المدارس ذات إمكانيات متواضعة ولا تتوفر فيها ماكينة تصوير. وأشار مديرو المدارس إلى أن بعض أولياء أمور الطلاب والطالبات يتقبلون عن قناعة الاختبارت التحصيلية لكن آخرين لا تتوفر لديهم نفس القناعة رغم جهود إدارة المدارس لإقناعهم بالهدف الرئيسي للاختبارات. ووصل الأمر ببعضهم إلى منع أبنائهم وبناتهم من أدائها بحجة أنها تؤثر على مستوياتهم الأكاديمية بشكل سلبي، مدللين بسرية ومركزية الأسئلة واللجان المشكلة ما يعيد الرهبة التي كانت تفرض نفسها على الطلاب والطالبات سابقا وتمتد إلى أسرهم. أدى طلاب وطالبات الصفين السادس الابتدائي والثالث المتوسط في كافة مدارس البنين والبنات بجدة صباح أمس الاختبارات التحصيلية في يومها الأول وسط ترتيبات مكثفة اتخذتها كافة إدارات مكاتب التربية والتعليم والمدارس. ووقف المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي على سير الاختبارت خلال جولة ميدانية على عدد من المدارس، إلى جانب جولات مديري مكاتب التربية والتعليم والمشرفين التربويين. وتؤكد المؤشرات السير الصحيح لمجريات الاختبار في كافة اللجان وفقا للخطط الإجرائية التي أعدت مسبقا وسط أجواء من الطمأنينة كانت سائدة لدى الطلاب والطالبات الذين أدوا بدورهم اختباراتهم الموحدة على مستوى المملكة في مادة «لغتي» في يومهم الأول. وقال الثقفي إن أكثر من 900 مدرسة للبنين والبنات ما بين ابتدائية ومتوسطة أدت مهمة اليوم الأول من الاختبارات التحصيلية بشكل جيد، فيما حرصت إدارات المدارس على تهيئة اللجان بشكل ملائم، إلى جانب بث روح الطمأنينة لدى الطلاب والطالبات بعيدا عن أجواء الشحن النفسي وبما يوفر لهم مناخا يساعدهم على أداء الاختبارات بما لديهم من مهارات مكتسبة لتحقيق الهدف من إجراء مثل هذا النوع من الاختبارات وإعطاء نتائج دقيقة وواقعية. يذكر أن الطلاب والطالبات في اليومين التاليين «الاثنين والثلاثاء» سيؤدون اختباراتهم في مادتي الرياضيات والعلوم حيث يجرى اختبار كل مادة على فترتين مدة كل منهما 45 دقيقة ويفصل بينهما استراحة لمدة ربع ساعة. من جهتها تفقدت مساعدة مدير التعليم بجدة للشؤون التعليمية نور باقادر انطلاقة الاختبارات التحصيلية في مدارس البنات وتابعت عملية سير الاختبارات وفق ما هو مخطط له، وأكدت أن مستويات التطبيق ولله الحمد عالية جدا على كافة الأصعدة، ودافعية الطالبات مرتفعة حيث بلغت نسبة الحضور في اليوم الأول 100 في المائة، مثنية على جودة التنفيذ والتطبيق.