لازالت ردود الفعل وتداعيات التفجيرات المفخخة في بلدة الريحانية التركية بالقرب من الحدود السورية تتصاعد، وأصابع الاتهام تتزايد باتجاه تورط النظام السوري في الاعتداءات لتوسيع دائرة النزاع في المنطقة، غير أن المجتمع الدولي لازال يتمسك بالحلول الدبلوماسية ويحضر للمؤتمرات السياسية. حيث قال مسؤولون بائتلاف المعارضة السورية أمس إن الائتلاف سيجتمع في إسطنبول يوم 23 مايو لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر ترعاه الولاياتالمتحدةوروسيا لمحاولة الوصول إلى حل للأزمة. وذكرت مصادر دبلوماسية أن المؤتمر سينتخب أيضا رئيسا جديدا للائتلاف، وسيبحث مصير رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو الذي تعرض لانتقاد شديد. ويعد أحمد خضر وهو زعيم إسلامي معارض مستقل من محافظة دير الزور في شرق سوريا من أقوى المرشحين لخلافة هيتو. من جهة ثانية قال وزيران في الحكومة التركية ان السلطات اعتقلت تسعة اشخاص بعد تفجيرين قتل فيهما 46 شخصا في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود السورية. وذكر وزير الداخلية معمر جولر في مؤتمر صحفي أن التفجيرين نفذتهما جماعة ماركسية معروفة للسلطات التركية وتربطها صلات مباشرة بالمخابرات السورية. كما قال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي إن التسعة مواطنون أتراك. ومن جهته هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالانتقام من سوريا. وقال أردوغان في كلمة إلى أنصار حزبه خلال تجمع حاشد في إسطنبول إن الدول مثل تركيا ترد على الاستفزاز بقوة أكبر حتى من الهجوم الأولي. وفي برلين أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن صمت العالم حيال النزاع في سوريا هو السبب في «العمل الإرهابي الوحشي» الذي أدى إلى مقتل العشرات بالقرب من الحدود التركية السورية. ودعا إلى إطلاق «مبادرة عاجلة ودبلوماسية تهدف إلى تحقيق النتائج» للعثور على حل للأزمة السورية، مضيفا أن «تركيا لديها الحق في القيام بأي إجراء» ردا على تفجيرات الريحانية. وقال إنه يجري التحقيق في «أي علاقة بين مجزرة بانياس، والهجوم الإرهابي الأخير». وفي السياق دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، التفجير الإرهابي الذي استهدف بلدة الريحانية في جنوب تركيا أمس السبت، وراح ضحيته عشرات الأبرياء بين قتيل وجريح. ووصف الزياني هذه العملية الإرهابية بالعمل الإجرامي الجبان الذي يتعارض مع جميع القيم الأخلاقية والدينية والقوانين الدولية. وأعرب الدكتور الزياني، عن تضامن دول المجلس مع الحكومة والشعب التركي الشقيق في ما يتعرض له جراء هذه الجريمة الآثمة، مقدما تعازيه لذوي الضحايا، سائلا الله تعالى الشفاء العاجل للمصابين. وفي القاهرة رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بالمساعي الجديدة التي تبذلها روسياوالولاياتالمتحدة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا من خلال التفاوض، ودعا الحكومة السورية والمعارضة للمشاركة. ميدانيا أفرج مقاتلو المعارضة السورية أمس عن أربعة فلبينيين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الذين كانوا خطفوا من عند خط وقف إطلاق النار بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة الأسبوع الماضي.