بألوان مليئة بالحزن والخجل، بكى الفنان السوري خالد الخاني سوريا بأكثر من 30 عملا فنيا، ناقش فيها قضية سوريا وحالها الآن وما تشهده من أحداث مؤسفة، حيث التدمير والقتل بدون ذنب والتشريد والآهات والصراخ، صراخ الأم على فقد ابنها، وصراخ الطفل على فقد أمه، أحداث لا تكاد تغيب عن المشهد الإعلامي، فأصبحت سوريا مسرحا لفنون الجريمة، الفنان خالد الخاني بألوانه ورموزه استطاع أن يشخص الألم والأحزان بأعمال فنية هي أقرب إلى طرح قضية سياسية، وتناولها من بعد سيكولوجي نابع من احترام الفنان لنفسه، نتج عنه احترام لفنه، وهو من أرقى الفنون عندما تتناول بفرشاتك وألوانك قضية اجتماعية تهم الملايين، قضية سوريا لا تهم الشعب السوري وحده بقدر ما تهم كل شعوب العالم، ربما الفنان لا يهمه هنا الجانب السياسي بقدر ما يهتم بالجانب النفسي والروحي للكينونة البشرية التي لا ترضى الظلم، شخص الفن برموزه التجريدية بأجمل المعاني والصور التعبيرية عن المأساة، وشهد معرض «عيون» الذي أقيم في صالة «داما آرت» للفنون الجميلة حضورا من محبي ومتذوقي الفنون الجميلة في محافظة جدة، المحافظة التي تعتبر مركزا مشعا للفنون في المملكة، حيث تحمل بين جنباتها تلك الصالات المتناثرة، والفنانين الذين سجلوا حضورا لافتا في المشهد الفني السعودي. المعرض كان بمثابة ومضة للتشكيليين السعوديين للاهتمام أكثر بقضايا أمتهم والبعد عن التجريد لمجرد التجريد، فنان سوري أجزم أنه قدم أنموذجا راقيا للمعارض الفنية التي تحمل فكرا وبعدا ثقافيا لا بد أن يحترم ويقدر، تجربة مليئة بالجمال وبالفن تحملها تلك اللوحات الثلاثين حتى في طريقة رسمه للشخوص كانت من طرح مختلف، حيث التأملات الوجدانية العديدة التي تمثل الجمال والتاريخ والفلسفة، ومزجها بالجوانب الروحية والسيكولوجية، طرح خالد الخاني في لوحاته بصيصا من الأمل على انفراج الأزمة قريبا، طارحا العديد من الأحلام والآمال للشعب السوري في عودة الاستقرار والأمن والأمان لبلد عرف بعطاءاته وثقله السياسي في زمن ما. في العديد من أعماله أدخل الخاني ألوان التفاؤل بالمستقبل، وكأنه يقول إن القادم أجمل وأن الغمة حتما ستزول. معرض حضاري حتى في فكرة عرضه واستكرات التعريف به وبمقاساته وباسم العمل وسعر اقتنائه، ربما أن صالة «داما آرت» لا ترضى بأنصاف الحلول، فشهدت تلك الصالة عدة معارض مختلفة كل ذلك بفكر واع من إدارتها التي تتمثل في خبرة تشكيلية طويلة، وهو الفنان أحمد حسين الغامدي الذي يعد بصمة إيجابية في المشهد التشكيلي السعودي . الفنان خالد الخاني أحد اشهر فناني سوريا، قدم أكثر من 20 معرضا شخصيا في مختلف دول العالم، شارك في العديد من المعارض الجماعية، له معرض خاص في أكبر متاحف ألمانيا، حيث نفذ معرضه بالكامل رسما على جدار المتحف، يعيش حاليا في باريس ولم يتوقف نشاطه الفني، بل هو مشارك في العديد من الأنشطة التشكيلية والفنية على مستوى فرنسا مع مجموعة من الفنانين العالميين .