عبر عدد من المعلمات وطالبات الجامعات عن استيائهن لرعونة سائقي حافلات النقل والتي أودت بحياة الكثير من زميلاتهن وسببت لهن إعاقات في حوادث أصبحت سمة من سمات العام الدراسي، مؤكدين أن غالبية الحوادث التي تعرضن لها كان نتيجة للسرعة الزائدة. وطالبت «المشتكيات» من خلال صحيفة «عكاظ» وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، ووزارة النقل وجميع الجهات المختصة بوضع ضوابط أكثر تشددا على شركات النقل وبالأخص الناشطة في مجال نقل المعلمات والطالبات لما يعانينه من وضع «مترد حسب تعبيرهن»، وفيما يلي أبرز الشكاوى. لا مبالاة في البداية وصفت رحمة علي معلمة في إحدى المدارس الثانوية بشمال الرياض ذهابها اليومي للمدرسة ب«الكابوس» معللة ذلك لتعرضها لحادثين سابقين سببا لها أزمة «نفسية» من هول ما رأته ونتيجة لوفاة إحدى زميلاتها في أحد هذين الحادثين. وقالت رحمة استعنت بأخصائية نفسية لمدة شهرين للخروج من الصدمة التي عانيت منها طيلة فترة من الزمن، ولازالت الكوابيس تراودني وغالبيتها حول الحوادث وأرى الكثير من الدماء، مما يسبب لي أرقا دائما. وأضافت، وما زاد الطين بلة أن سائق الحافلة التي تقلنا حاليا يشعرنا وكأنه يقود حافلة سباق، وسرعته الجنونية تصيبنا «بالرعب» حتى وصولنا لمكان عملنا، متمنية من الجهات المختصة سحب تراخيص شركات النقل التي تتعرض حافلاتها لحوادث نتيجة السرعة الزائدة والتعهد لدى إعادة نشاطها بجلب سائقين متزنين ويقودون حسب الأنظمة والقواعد المرورية وضمن السرعات المحددة من إدارة المرور. عاهة دائمة أما ندى الدغيثر وهي طالبة جامعية في السنة الرابعة في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية تروي رعونة السائق وذلك عندما نزل بالباص تحت نفق مليء بالماء نتيجة تجمع مياه الأمطار ولما بدأت المياه تدخل علينا من النوافذ والأبواب هرب من الباص وترك الأبواب مغلقة علينا عقبها ساعدنا عدد من البواسل من الشباب حتى خرجنا سالمين. وأردفت أثناء ما دخلت علينا المياه شعرت بثقل شديد ولم استطع الخروج من الباص من الخوف وكنت من أواخر من خرجوا منه وتم نقلي إلى المستشفى وكانت الإصابة النفسية أشد، وإلى الآن أثناء هطول الأمطار اصرخ على كل سائق باص بأن يتفادى الأنفاق. وطالبت ندى أن يتم اختيار سائق باص سعودي يدرك مسؤولية نقل طالبات باعتبارهن إما أخواته أو بناته أما جلب سائق من الجنسيات الأخرى لتوفير صرف رواتب كبيرة عليه هذا الأمر سيؤدي إلى نتائج كارثية نتمنى أن نتلافاها. ترد فني من جهتها اشتكت سويرة السبيعي وهي طالبة جامعية سنة ثانية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من تردي الوضع في الحافلات التي تقلهن للجامعة، وعدم وجود تكييف جيد في ظل الأجواء الملتهبة لمدينة الرياض، بالإضافة إلى المقاعد الممزقة، وصغر سن بعض سائقي الحافلات، وقيادة غالبية السائقين بسرعة جنونية، مشيرة إلى أن حافلتهن لم تتعرض لحادث حتى اللحظة. وقالت نعيش معاناة حقيقية في ظل هذا الوضع ونتمنى من الجهات المختصة كوزارة التربية ووزارة التعليم العالي وإدارة المرور، وضع ضوابط فنية وشروط على الشركات العاملة في مجال النقل الجامعي وحل مشكلتنا قبل أن تتفاقم أكثر من ذلك حيث أصبح الوضع «لا يطاق»!. تصفية وأخيرا شبهت سمية المنتشري وهي طالبة جامعية في السنة الثالثة بجامعة نورة الأجرة الشهرية التي تدفع من قبل الطالبات لحافلات النقل ب «بأجور تصفية»، حيث إنهن يدفعن 500 ريال شهريا للتلاعب بحياة الطالبات وتصفيتهن من خلال رعونة القيادة والسرعة الزائدة من قبل السائقين. وأبانت أن حافلتهن تعرضت لحادث ولم يصب «ولله الحمد» أي من الطالبات، وفوجئن بسائق الحافلة يعود بحافلة أخرى من الشركة في اليوم التالي وكأن شيئا لم يكن، دون مساءلة أو دون محاسبة أو الوقوف على أسباب الحادث الذي كان نتيجة السرعة الزائدة، مما يؤكد أن إدارة شركته لا تهتم لهذا الأمر بقدر اهتمامها بالربح المادي. وختمت حديثها بالقول: اعترضنا أنا وزميلاتي على سائق الحافلة ولم نذهب معه للجامعة، وفي اليوم التالي قامت الشركة بتغيير السائق بآخر، مبينة أنها وزميلاتها ندمن على هذا التصرف وتمنين أن يعود السائق الأول «لطيش» السائق الثاني بشكل أكبر من الأول. الأكثر مأساوية وذكر المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر في منطقة الرياض سعيد علي الغامدي ل «عكاظ» أن حوادث نقل المعلمات والنقل الجامعي الأكثر مأساوية على مدار العام حيث يباشر الهلال الأحمر حوادث كثيرة وتكون نتيجتها وفيات أو إصابات والسبب سوء تصرف قائد النقل. وأشار الغامدي إلى أن من أسباب الحوادث الحالة الفنية للحافلة المهملة بالإضافة إلى السرعة الزائدة، متمنيا من أصحاب الاختصاص وضع شروط أكثر تشددا وخاصة في مجال النقل الجامعي. وفي ختام تصريحه أشار المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر في منطقة الرياض أن الحالة التقنية والميكانيكية للكثير من الحافلات تثير أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت هذه السيارات تراقب بانتظام من طرف القائمين عليها أم لا، بالإضافة إلى استغلال حاجة الكثير من المعلمات أو الطالبات واضطرارهن للموافقة على الذهاب بحافلة ممتلئة أساسا ويحشرن فيها وكأنهن سلع غير قابلة للكسر مما يضاعف من الإصابات في الحوادث، فتتحول رحلتهن أو ذهابهن إلى مدارسهن أو جامعاتهن إلى معاناة قد تنتهي بوفاتهن على الطريق في كل رحلة ذهابا أو إيابا.