أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن العمل الخيري الفردي يسيء لجهود المؤسسات والمنظمات الخيرية المعتمدة على العمل المؤسسي. وقال ل«عكاظ»، عقب الاجتماع الثامن للجمعية العامة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، أمس، في جدة: «الذي يهمنا أن نقلل ونبتعد عن الأعمال الفردية، نحن نريد عملا بنظرة مشتركة من خلال مجالس ولجان؛ لأن الفرد أيا كان هو في حاجة إلى الآخرين، كما أنه يسيء للجهود المشتركة الأخرى المبذولة في هذا الصدد». وأضاف: في المملكة قيادة وشعبا يهمنا العمل الإنساني الخيري والتعاون مع كل جهة رسمية أو شعبية خيرية، ولا يوجد أي عمل إلا توجد فيه عقبات وصعوبات، لكن من خلال تجربتنا في الهيئة معظم العقبات حلت أو في طريقها للحل النهائي، والذي يهمنا الآن تطوير العمل سواء فيما يتعلق بالهيئة أو الهيئات الأخرى، بحيث نركز على أولويات معينة ونعقد شراكات مع جهات أخرى حتى يكون العمل مشتركا، وقد مررنا تجارب ناجحة في العمل. وعن المشكلات القائمة في إثيوبيا المتعلقة بالعمل الخيري والإسلامي، أكد الدكتور التركي أن الأمور بدأت في التحسن، وقال: لدينا تواصل مع المسؤولين هناك، والمشكلة إن شاء الله في الطريق لحلها. من جانبه، اقترح مدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد بن أحمد طيب توسيع العضوية في الجمعية العمومية، بحيث يضم إليها أعضاء من خارج المملكة لإعطاء الهيئة الصبغة العالمية التي تتسم بها، مضيفا «لأنها هيئة إسلامية عالمية فإننا نريد تعزيز الصبغة العالمية بزيادة عدد الأعضاء من الخارج، فالنسبة الأكبر حاليا للسعوديين». وبين أهمية ضم أعضاء من دول إسلامية وغير إسلامية حتى يتم الاستفادة من خبراتهم وربطهم بالمجتمع والعمل الإسلامي، فضلا عن الاهتمام بموضوع إثيوبيا، لافتا إلى أن سفراء خادم الحرمين الشريفين في مختلف الدول لديهم توجيهات واضحة بدعم الهيئة وأنشطتها وبرامجها. من جهته، أوضح الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية إحسان بن صالح طيب أن تداعيات 11 سبتمبر انعكست على محاصرة العمل الخيري، ومحاربة بعض المؤسسات الخيرية والوقوف أمام أنشطتها وبرامجها، واتخذت بعض الجهات ذريعة لما حصل في هذه الحادثة متكأ لمحاربة العمل الخيري في بعض الجهات، مضيفا «العمل الخيري بوجهه المشرق في هذا البلد يمثل إضافات كبيرة، الأمر الذي اعترفت به منظمات عالمية في مجالات متعددة». وقال: نمضي في إثبات الذات في مشروع فعلي لا يعتمد على الكلام، وإنما على الأفعال والمبادرات أمام المجتمع الدولي والمنظمات لنريهم الوجه المشرق للعمل الخيري والإنساني والإغاثي، ونعمل بأكبر قدر من الشفافية لإيضاح النفقات والإشراف رقابيا عليها والحسابات لاطلاع الجميع عليها، وخصوصا المانحين وبإمكانهم المشاركة وتقديم الأعمال الإغاثية على أرض الواقع لمشاهدة حجم العمل الإغاثي، ونعمل على تحسين الصورة الذهنية ليس من خلال نشرات، وإنما عمل جاد فعال موثق بالصوت والصورة في موقع الحدث، كما نسعى إلى استقطاب مجموعة مفكرين ومخرجين يستطيعون تقديم أعمال درامية وفنية إبداعية لإيصال الأفكار الجميلة في هذا الصدد. وأضاف: لا تقتصر مهمة تحسين الصورة الذهنية على الوعظ والإرشاد، هي مطلوبة، لكن لا بد من تحديث الوسائل والآليات المختلفة عبر رسوم كاريكاتيرية أو مشهد تمثيلي أو نشيد أو لقطة معبرة مؤثرة، فالمعلوم أن أي محاولات لالتقاء المسلمين ببعضهم تصادف كارهين مبغضين لها، لأنهم لا يريدون لها الخير والاستقرار والنماء، وما يحصل في بعض الدول من أحداث خير دليل وشاهد على ذلك. وكان اجتماع الجمعية العامة ل «الإغاثة» صادق على تقرير مراجع الحسابات عن الميزانية العمومية والحسابات الختامية للعام المالي الفائت، وتعيين المراجع الخارجي لمراجعة حسابات الهيئة في نفس العام المالي، وترشيح الأعضاء الجدد، وتقديم تقرير شامل حول متابعة التوصيات التي أصدرتها الجمعية في اجتماعها السابق. وكرمت الهيئة، في الاجتماع، أمينها العام السابق الدكتور عدنان بن خليل باشا.