كان المشهد البارحة مختلفا في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، وتحديدا في ثلاجة الموتى.. هناك تجمع أشقاء وأقارب فوزي علي محمد شوشو موظف أرامكو الذي قضى اختناقا بغاز الكبريتيد المتسرب من محطة مصفاة حي بترومين أمس. بحروف ممزوجة بالحزن ومختلطة بالدموع يقول شقيقه الأكبر مصطفى إن فوزي كان يعمل مديرا للعمليات والتشغيل وانخرط في أرامكو منذ 30 عاما، وتقلد العديد من المناصب والوظائف بدأها في محافظة ينبع بالهيئة الملكية التي أمضى فيها نحو 8 أعوام، قبل أن ينتقل إلى محافظة جدة ليمضي 22 عاما. يضيف في حديث ل«عكاظ» أمام ثلاجة الموتى حيث ينتظر وأشقاؤه الأربعة استخراج جثة فوزي: للراحل خمس فتيات وطفل يبلغ من العمر عشرة أعوام، وله والدة لا تزال حية أجريت لها عملية قلب مفتوح ولم يتم إبلاغها بالحادثة حتى الآن، خوفا على صحتها لأنها لم تتماثل بعد للشفاء، وبناء على توصية الأطباء. وعن كيفية إبلاغه بخبر الحادثة قال: تلقيت اتصالا من أحد زملاء شقيقي عند العاشرة صباحا يبلغني نقل محمد إلى مستشفى الملك عبدالعزيز حيث يعاني من وعكة صحية نتيجة استنشاقه غازا، وعندما انتقلت إلى المستشفى وسألت الطبيب أبلغني أنه توفي نتيجة استنشاق غاز سام. وكشف مصطفى أن شقيقه المتوفى روى لهم أن هناك تسربات غاز من المحطة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وهو الأمر الذي يدفعه وزملاءه العاملين إلى إحكام نوافذ الحافلة التي تقلهم، وعلى الرغم من وعود الشركة بإنهاء المشكلة إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث. وبين أن الراحل اقترض من شركة أرامكو أكثر من 700 ألف ريال لبناء منزل لأسرته في حي الحمدانية، حيث شرع في بناء المسكن دون أن يكمله، كما أن عليه ديونا لصالح البنك العقاري بمبلغ 300 ألف ريال لإكمال بناء منزله. وطالب مصطفى شركة أرامكو بتوفير العلاج مدى الحياة لوالدته المسنة التي تخضع لعمليات جراحية دائمة، وكذلك لأبنائه الستة نظرا لعدم وجود عائل لهم فضلا عن وفاته على رأس عمله. وناشد المسؤولين في الشركة إعفاء المتوفى من المديونية واستكمال بناء المنزل تقديرا لدور شقيقه في خدمة الشركة التي زادت على 30 عاما. وفي نهاية حديثه ل«عكاظ» طالب الجهات المختصة بالتحقيق في الحادثة من جهة محايدة وتقصي أسبابها ومعرفة كيف حدثت ولماذا لم تتم السيطرة عليها منذ ثلاثة أشهر حتى الآن.