لم يكن يوم أمس يوما عاديا في مصفاة أرامكو في جدة إذ أن الصباحات التي كانت تمضي رشيقة تحولت فجأة إلى كابوس أسود حينما تسللت رائحة غاز كبريتيد الهيدروجين القاتل أثناء أعمال الصيانة الدورية في المصفاة وفي حينه لقي أحد كوادر أرامكو مصرعه جراء استنشاقه الغاز. وفي مستشفى سليمان فقيه، تحولت غرف الطوارئ إلى خلايا من الركض لطواقم الأطباء والممرضين وكوادر الإسناد اللوجستي لاحتواء الحالات التي استنشقت الغاز وجرى إسعافها إلى المستشفى. «عكاظ» زارت المرضى المصابين في حادثة المصفاة، والذين جرى توزيعهم في غرف العزل في مبنيين. وأجمع عدد من المصابين المنومين في المستشفى أن المتوفى فوزي شوشو كان محبوبا من جميع زملائه داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه. وقال عبدالحميد الحوت أحد المصابين وهو يستعيد اللحظة الفاجعة إن المتوفى فوزي كان من الكوادر التي تتمتع بأخلاق فاضلة وأنه كان محبوبا من قبل زملائه في العمل. فيما قال مدير التشغيل في أرامكو في المصفاة الجنوبية علي موسى إنه نجم عن الحادث إصابة 11 مصابا وجميعهم بصحة جيدة بعد تلقيهم العلاج. وفي الوقت الذي رحب فيه عدد من المصابين بالحديث إلى «عكاظ» وشرح ظرفيات التسرب ولحظات تسرب الغاز، إلا أن بعضا من زملاء الكوادر المصابين أحدثوا فوضى عارمة في ردهات موقع عزل المصابين، ومنعوا من تصوير المصابين، وفي حينه فإن رجال الحراسات الأمنية في المستشفى، تولوا تهدئة الموقف ودعوا زملاء المصابين إلى مغادرة المستشفى فورا.