قضى موظف في شركة «أرامكو» السعودية وأصيب 11 شخصاً إثر حادثة تسرب غاز سام في مصفاة جدة خلال تنفيذ أعمال صيانة وقائية أمس. وتسبب الغاز المتسرب في وفاة الموظف جراء استنشاقه، فيما تجري شركة «أرامكو» السعودية تحقيقاتها لمعرفة أسباب الحادثة حتى ساعة إعداد هذا التقرير للنشر. وأوضحت شركة «أرامكو» السعودية في بيان (تلقت «الحياة» نسخة منه) أن حادثة تسرب غاز في مصفاة جدة وقعت أثناء تنفيذ أحد الموظفين أعمال صيانة وقائية دورية ما أدى إلى استنشاقه للغاز الذي تسبب في وفاته، إذ تمكنت الشركة من إيقاف التسرب في حينه. وبينت أن أعمال الشركة لم تتأثر من حادثة تسرب الغاز، مقدمة العزاء والمواساة لذوي الموظف المتوفى وزملائه. من جهتها، كشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن الإصابات التي تعرض لها موظفو الشركة ونقلوا إلى المستشفى كانت نتيجة لتعرضهم للغاز السام إثر تسربه من أحد الأنابيب في «أرامكو» السعودية. بدوره، أكد مدير عيادات مرضى «أرامكو» (طلب عدم ذكر اسمه) أن عدد الحالات التي وصلت إلى المستشفى تقدر بنحو 11 حالة جميعهم سعوديو الجنسية، بينها حالة وفاة واحدة، تم نقلها مباشرة من شركة «أرامكو» إلى مستشفى الملك عبد العزيز، بينما الحالات الأخرى مستقرة، لافتاً إلى احتمال السماح لهم بالخروج في اليوم نفسه، لأن حالتهم ليست بحاجة إلى تنويم. من جهته، أكد أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي ل «الحياة» أن كبريتيت الهيدروجين H2S هو غاز يخرج من المصنع ليس له أي قيمة، مبيناً أن هذا الغاز ناتج من مياه الصرف الصحي، ورائحته تشبه رائحة البيض الفاسد. وبيّن الدكتور عشقي أن الغاز إذا وجد في منطقة مغلقة فهو غاز سام 100 في المئة، بينما إذا وجد في مناطق مفتوحة فيمكن أن يتعرض للشمس و يتحول إلى ثاني وثالث أوكسيد الكبريت ويتسرب في الهواء وبالتالي يصبح غير ضار. وأضاف «المشكلة في مصفاة «أرامكو» السعودية وفي الإصابات الناتجة من تسرب الغاز والموجودة في المستشفى حالياً هي أن جميع الموظفين الذين استنشقوا غاز «كبريتيت الهيدروجين» ستكون لديهم عاهة دائمة مدى الحياة في الرئة». وقال إن هذا الغاز في حال استنشاقه ينزل إلى الرئة ويتأكسد، إذ إن الرئة مليئة بالأوكسجين ليتحول بعد الأكسدة إلى حامض الكبريت وهو ما يسمى «ماء النار» الذي تحتوي عليه البطاريات، مؤكداً أن هذا الحامض في حال نزوله إلى الرئة يسبب الوفاة السريعة إذا كان بكمية كبيرة، وهذا ما حدث مع حالة الوفاة التي حدثت بين الموظفين. واعتبر أن من يستنشق هذا الغاز وينجو منه فهو لن ينجو منه بشكل نهائي، إذ إنه ستكون لديه عاهات مستديمة وسيفقد أجزاءً كبيرة من الرئة، وبالتالي تضعف القدرة على التنفس بحسب كمية الغاز الذي استنشقه، لافتاً إلى أن حجم العاهة يعتمد على حجم الغاز المستنشق. وأفاد بأن عمر المصفاة الخاصة بشركة «أرامكو» السعودية بلغ أكثر من 50 عاماً، وهي تقع في وسط أحياء مأهولة بالسكان، فلو كان الغاز المتسرب أحد الغازات المشتعلة وحدث اشتعال وانفجرت المصفاة لتحولت إلى فاجعة وليست كارثة، محذراً من موقع هذه المحطة المتهالكة الواقعة وسط الأحياء السكنية والتي كان من المفترض أن يوجد لها بديل منذ أكثر من 15 عاماً وجعلها بعيداً عن الأحياء السكنية.