تسبب حادث تسرب لغاز كبريتيد الهيدروجين (h2s) في مصفاة أرامكو في جدة أمس إلى وفاة عامل أثناء توليه مهمات الصيانة الدورية، فضلا عن تعرض 11 آخرين إلى إصابات مختلفة نتيجة لاختناقهم بالغاز الذي يمتاز بخصوصية الانتشار السريع والتسبب في اختناق كل من يتعرض له، فيما جرى إسعاف العمال المصابين إلى مستشفى فقيه في جدة. وكانت شركة أرامكو أعلنت حالة الطوارئ إثر تسرب غاز كبريتيد الهيدروجين بالمصفاة، وفي حينه أطلقت صافرات الإنذار الإشارة الحمراء، وتحول الموقع خلال لحظات إلى موقع طوارئ وأزمة، إذ تدخلت فرق الإطفاء المتخصصة في أرامكو وتولت معالجة التسرب الخطر الذي يؤدي لوفاة من يتعرض له خلال خمس دقائق على الأكثر، وقد تمكنت الفرق المتخصصة من احتواء التهريب والوقوف على نتائج التسرب في وقت قياسي قبل أن ينتشر بشكل أكبر. وأشارت مصادر مطلعة في أرامكو إلى أن تسرب الغاز كاد أن يحدث كارثة لو استمر في التسرب لوقت طويل دون السيطرة عليه، لسرعة انتقاله مع الرياح مما قد يؤدي لوفيات أكثر. من جانبها، أصدرت شركة أرامكو السعودية بيانا رسميا مؤكدة أن حادث تسرب الغاز في مصفاة جدة الذي وقع أمس «كان محدودا» وأن الشركة أوقفت التسرب في حينه مشيرة إلى أن الحادث وقع أثناء قيام أحد الموظفين بأعمال صيانة وقائية دورية مما تسبب في وفاته. وقدمت أرامكو التعازي لأسرة العامل المتوفى فيما فتحت الجهات المختصة التحقيقات لمعرفة أسباب تسرب الغاز القاتل. من جهة أخرى، كشفت مصادر «عكاظ» أن الأجهزة الأمنية والإسعافية داخل المصفاة، تحركت على الفور لنقل المصابين من موقع الحدث إلى مستشفى سيلمان فقيه الطبي، ولم يتلق الهلال الأحمر وطوارئ صحة جدة أي بلاغ عن الحالات. كذلك لم يتم إسعاف أي مصاب في المستشفيات الحكومية. وقال ل«عكاظ» طبيب الطوارئ في مستشفى فقيه الدكتور ياسر زارع أن الإصابات بسيطة وتم إسعافها فور وصولها إلى الطوارئ، واستقرت الحالات طبيا ولا يوجد خطورة عليها. وفي نفس السياق، أوضح أحد منسوبي أرامكو والذي كان برفقة الحالات المصابة في المستشفى أن الحالات مستقرة ولا يوجد أي خوف عليها، وأن المستشفى قام بدور كبير في إسعاف الحالات وهي مستقرة الآن. وكشف مدير مستشفى الملك سعود والمختص في طب الطوارئ الدكتور عبدالعزيز الشطيري أن استنشاق أي غاز متسرب يصيب الإنسان بتسمم كيميائي، وعادة ما يحدث ذلك في الشركات الصناعية، مشيرا إلى أن غازات النيتروجين منها ما يكون مخلوطا ومنها ما يكون غير مخلوط، وكل صنف يتعامل معه طبيا بطريقة مختلفة. وأضاف الدكتور عبدالعزيز الشطيري «عند حدوث أي إصابة تسمم كيمائي من تسرب غاز، يجب أن يتدخل طبيب الطوارئ على الفور في الموقع، وهو يرتدي الزي الخاص للإصابات المهنية داخل هذه المنشآت ضد الغازات الكيميائية، ثم يقوم المسعف بسحب الشخص المتسمم كيمائيا من المنطقة المغلقة إلى منطقة مفتوحة حتى يبعد المصاب عن الغازات ويضعه في منطقة فيها أكسجين قد يساعد المصاب في استعادة التنفس». وأوضح أنه يتم تغسيل المصاب من خلال أنظمة الغسيل المتبعة في الطوارئ، حيث تزود الكثير من المصانع التي تعمل في مجالات الغازات، عددا من الغرف بنظام الغسيل المائي من الغازات، وهذه الأنظمة تختلف حسب نوعية الغاز المتسبب بالتسمم فبعض الغازات تتفاعل مع الصابون. وأكمل الدكتور عبدالعزيز الشطيري حديثه بقوله: «يتم إعطاؤه الأكسجين ثم ينقل إلى أقرب مستشفى لمتابعة العلاج، فهناك بعض الحالات يتم نقلها إلى العناية المركزة على الفور لأن التسمم كبير في الجسم، وبعض الحالات تذهب إلى الطوارئ العادية لأن الإصابة بسيطة، وفي كل هذه الحالات يجب فحص دم المصاب والتأكد من عدم التسبب ببعض المشاكل في الدم، وأكد أن الآثار الجانبية التي يسببها التسمم الكيمائي قد تحدث للصدر أو الجلد فقط.