استبعدت وزارة الزراعة ان يكون هناك خطط لديها لإيقاف انتاج التمور وزراعة النخيل لارتباطها بتاريخ المملكة مهما كلف ذلك من ثمن، رغم توجهها لايقاف انتاج القمح بعد سنتين لتهديده بنضوب المياه الجوفية في المملكة. وقال ل «عكاظ» المهندس حسن سنقوف مدير عام الادارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة مكةالمكرمة، أنه لايمكن ايقاف زراعة النخيل وإنتاج التمور خوفاً من نضوب المياه الجوفية كون النخيل لا تستهلك كميات كبيرة من المياه مقارنة بالقمح والأعلاف، مبينا أن الأخريين تعتمدان بشكل كبير على الري المحوري الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه ولهذا جاء التوجه بإيقاف القمح بعد سنتين والاعتماد على استيراده بخلاف النخيل التي يمكن لها ان تعيش وتنتج عن طريق التنقيط، وهو اسلوب ري حديث لا يستنزف كميات المياه. وبين سنقوف إلى انهم يعولون كثيرا على المبادرات التي طرحها البنك الزراعي لزيادة فرص تنوع الدخل القومي للمملكة في المجال الزراعي، حيث يعتبر هذا المجال احد روافد الدخل القومي، مشيرا إلى أنه ومن هذه المبادرات التوجه لتطوير الثروة الحيوانية وكذلك السمكية وتطوير القطاع الزراعي واساليب الري الحديثة، اضافة لاعطاء الفرصة الكافية للاستثمار فيه وتطوير قطاع الدواجن وزيادة انتاج البيض، واضاف سنقوف المناخ القاسي في المملكة من حيث قلة الامطار وجفاف الابار، اثر سلبا على الانتاج الزراعي وكميات مخزون المياه الجوفية لدينا. يذكر أن دراسة سابقة كشفت أن كمية مياه الري في المملكة تفوق احتياج النخلة الفعلي بنسبة تزيد عن 100 في المئة، حيث اوضحت الدراسة التي اجريت في مناطق عدة من المملكة، لاسيما الاحساء التي اشتهرت بالنخيل والتمور، ان الكمية المناسبة لري النخلة في السنة الواحدة هو 63 مترا مكعبا من المياه، حيث تستهلك في الصيف كثيرا من المياه عن الشتاء وتعطي النخلة 200 لتر يوميا من المياه، ما يعادل 44 متر مكعب للهكتار يومياً خلال اشهر الصيف. ودعت الدراسة المزارعين بضرورة استخدام اساليب الري الحديثة في هذا المجال كالتنقيط او التقطير أو الفوارات لتقليل نسبة استنزاف المياه الجوفية في المملكة على المدى البعيد.