حظي أول مقهى نسائي مستقل في تبوك بإقبال عائلي غير مسبوق رغم صغر حجمه، حيث تجاوز عدد الزائرات أكثر من المائة والستين خلال أسبوع واحد، تفاوتت أعمارهن مابين المرحلتين الثانوية والجامعية وتجاوز ذلك للموظفات من جميع الأعمار. وأوضحت ل «عكاظ» صاحبة المقهى فاتن خلف البلوي أنها أطلقت مسمى «ليدي كافيه»، أجلت دراستها الجامعية قليلا لتحلق خلف طموحها، حيث راودتها الفكرة منذ عامين، وظلت تطاردها إلى أن أصبحت حقيقة عمرها شهران، حيث استوحت ملامح فكرتها من مقهى لندني لمساته فرنسية، مشيرة إلى أن تمويل المشروع تم بشكل ذاتي بنسبة 100 % وبدعم الأهل، حيث لم تستعن بمصادر تمويل خارجية، لافتة إلى أنها تخطت المعوقات التي تجدها سيدات الأعمال بالنسبة لشروط البلدية وغيرها، إذ لم تُثنها عن تحقيق حلمها، كونها تؤمن بأن لكل شخص أسلوبه في تخطي العقبات. وتصر البلوي على عزل المقهى، وعدم إلحاقه بأي نشاط تجاري يفقده تفرده وسمته، مستنكرة احتكار مراكز التجميل للمقاهي الملحقة للاستفادة من خدماتها. عدد من مرتادات المقهى أوضحن ل «عكاظ» أن أحد أهم مميزات «الكافية» هي عدم السماح بالشيشة أو الدخان، لافتين إلى اهتمام مسؤولي الكافيه وحرصهن على ذلك في ظل مراقبة واعية وملائمة للذوق العام. ولفتت إحدى مرتادات المقهى إلى وجود حائط رمادي يزهو بتواقيع الزائرات باللون الوردي، فيما اقترحت زائرة أخرى أن يتم توسيع المساحة، واستحداث مكان مخصص للأطفال. فيما فضلت فاتن البلوي عدم اصطحاب الأطفال حيث تستند فكرتها إلى أن المرأة تحتاج إلى وقت مستقطع للاختلاء بنفسها ولو لسويعات بسيطة، بعيدا عن الجو المنزلي برمته، وانفراداً بصديقاتها لمتابعة البرايمات أو المسابقات أو المباريات، كما أن توفير الهدوء للمقهى يمكن أن يساعد الطالبات على مراجعة دروسهن، أو أن يكون بديلا عن تجمعهن في الأسواق بشكل يحقق لهن الكثير من الخصوصية.