كنت أحسب أن الوصول إلى وادي لجب يتطلب سيارات دفع رباعي، إلا أن حقيقة الطريق المسفلت إلى الوادي الذي تنبع من بين أحجاره مياه عذبة، وتحفه الخضرة التي تتناغم مع التضاريس الجبلية حسمت هم الوصول إلى ذاك الموقع، حيث يبدو الموقع كلوحة تشهق بالجمال قبل أن تطل الشمس خجولة من بين ثنايا الجبال. تحركنا نحو لجب، وفي أذهاننا ما يقال من أن الوصول إلى وادي لجب كان ضربا من المغامرة حتى وان كانت الوسيلة سيارة ذات الدفع الرباعي، أما آراء الشباب حول الموقع فكانت متقاربة. يقول رائد الجولة حسن حبيبي إذا كنت تبحث عن الهدوء بعيداً عن ضجيج المدن فإن وادي لجب وبين الحدائق المعلقة يعتبر موقعاً لإعادة التوازن من ركض الحياة وهمومها، ويعد وادي لجب أجمل مكان سياحي بالمنطقة. هذا الوادي الذي يجمع كل المواصفات الجميلة الموجودة بالطبيعة واللوحات الرائعة، حيث الضباب والهواء البارد إذ يكفيك منظر مدخل الوادي الذي يصل ارتفاعه الحاد إلى أكثر من 800 متر. وأوضح أحد ساكني الوادي أنه يلتقي في وادي لجب واديان يسمى أحدهما (وادي المعري يمتاز بارتفاعه وشدة انكساره، وإذا داهمتك السيول في مدخل ومجرى الوادي الضيق فإنه لا ملاذ لك لصعوبة التسلق في جوانبه). المشهد العام يتبين من خلاله أن الشباب يتدفقون في وادي لجب من جميع محافظات منطقة جازان في مثل هذه الأيام للاستمتاع بالمناظر الخلابة والابتعاد عن الأجواء الروتينية اليومية، حيث سهّل الوصول إلى الوادي الطرق التي تم تنفيذها وذلك باهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان والذي قام بزيارته والجلوس تحت أشجاره، كما أنه حرص كل الحرص على شق الطرق وتمهيدها وسفلتتها لتسهيل الوصول إلى هذا المكان السياحي الجميل من أجل التمتع بالمناظر الخلابة وقدرة خلق الله في هذا الكون. وقد صادفت «عكاظ» تجمعا شبابياً من محافظة ضمد جاءوا من أجل التمتع بالطبيعة والجو الممتع، حيث أوضح أحدهم ويدعى محمد أحمد معافا: جئنا إلى هذا المكان للتمتع بمناظر الشلالات الموجودة هنا والجو البارد والماء العذب الذي يسيل من فوق رؤوس الجبال الشاهقة ودائما ما نحرص نحن الشباب لزيارة هذا المكان، ويضيف: هذا المكان يجعلك تتدبر في قدرة الخالق الذي أتقن صنع كل شيء سبحانه ننظر إلى الأشجار التي زرعها الله في قمم الجبال لتعطي لوحة جمالية لهذا المكان. ويضيف محمد طماح الحازمي: أزور لأول مرة هذا المكان وكنت أسمع الشباب يتحدثون عن جماله وعن صباحاته الممزوجة بالمطر والخضرة وجوه الجذاب، وعندما أتيت إلى هنا لم أتوقع كل هذه المناظر حتى رأيت بعيني وشاهدت الحدائق المعلقة في أعلى الجبال والشلالات والماء العذب بحلاوته وبرودته، إضافة إلى سهولة الوصول إلى هذا المكان مما ساعد على التعرف عليه بعدما كان من الصعب وصول الرحلات إلى هنا بسبب وعورة الطريق والشكر لأميرنا المحبوب. وبين حسن الحازمي وحسين عياسي أن وادي لجب يمتص همومنا ويبعدنا عن الروتين اليومي، ومحافظة ضمد تفتقد لأماكن الجلسات وأماكن الترفيه عن النفس سواء الشبابية أو العائلية ولهذا نتجه دائما إلى وادي لجب لأن كل شيء رائع هنا، تشاهد الينابيع وجريان المياه حتى الشمس لا أثر لها هنا بسبب ارتفاع الجبال، ولكن هنا أحس بشيء من الخوف أثناء سماع الرعد وسقوط الأمطار ومجيء السيل لأنه لا سبيل للنجاة حيث لا تستطيع تسلق الجبال الشاهقة ولا يوجد مكان تلجأ إليه حتى تنجو من هجمة السيل المفاجئة. أما أحمد إبراهيم فيرى أنه لا يوجد مكان شبيه بمثل وادي لجب «وقد سبق لي زيارته؛ فيعجبني منظر الحدائق المعلقة التي ترتفع من على سطح الأرض بأكثر من 300 متر تشاهد النخيل والأشجار الكثيفة ويعلوها ارتفاع يقدر بأكثر من 300 متر مناظر لم نشاهد مثلها أبداً وكل هذا الارتفاع تشاهد المياه تنساب على شكل رذاذ وشلالات تنحدر إلى الوادي وإلى مواقع عميقة تمارس فيه السباحة لمن يجيد السباحة من مرتادي الوادي المهم يوم جميل يكون في وادي لجب». ويشير ناصر معافا إلى أن التنزه في هذا الوادي ينسي الإنسان هموم الحياة طبيعة خلابة يكون أجمل في أيام إجازة عيد الفطر المبارك لأن الجو يكون دافئاً هنا، لكنه يجب توفير كافة الخدمات التي تساعد المتنزه من قضاء وقت ممتع بين مناظر جبال لجب أضف إلى إيجاد الحلول من السيول المفاجئة التي تقتلع الأخضر واليابس، والتي أودت بحياة الكثير من المتنزهين بسببها، وفي ظل هذه الأجواء الممطرة يجب الوقوف والنظر بعين الاهتمام لهذا الوادي.