نسج الوفاء قصة إنسانية مكتوبة بمداد الإخلاص بين أسرتين سعودية وسودانية توطدت العلاقة بينهما طيلة 20 عاما، لدرجة أن المواطن السعودي اصطحب أسرته لحضور حفل زفاف ابن صديق عمره في مدينة اللعوتة بالسودان. وربطت علاقة الصداقة بين حضيض عتيق الصبياني النفيعي والسوداني عمر عبد الله البوني، بدأت حينما كان الأخير يعمل مساعدا طبيا في قرية كلاخ جنوبي الطائف واستمر في وظيفته لعقدين من الزمن، وبعدها سافر إلى السودان واستقر هناك، غير أن العلاقة بين النفيعي والبوني تواصلت عبر الهاتف. وقال النفيعي: أذكر قبل 20 عاما وصل إلى قريتنا المساعد الطبي عمر البوني للعمل في المركز الصحي في البلدة، ومن الوهلة الأولى قرأت في وجهه ملامح الطيبة والعفوية، ما جعل علاقته تتجذر مع جميع أهالي القرية الذين ظلوا يبادلونه الوفاء خاصة أنه كان بمثابة «حكيم القرية». وبين النفيعي أن علاقته بالبوني توطدت بمرور السنوات لتشمل أسرتيهما، موضحا أنه أحب الأكلات السودانية مثل عصيدة الدخن والويكة والكسرة السودانية بالويكة، إضافة إلى الكمونية اللذيذة، كما أحب البوني وأسرته الكبسة، السليق العربي، مرقوق التطاريح، الشراغيف، القرصان، والملة وغيرها من الأكلات الطائفية. وتابع النفيعي «البوني حينما ودع القرية كان بمثابة يوم حزين لدى جميع من عرفه، وبعد سفره لم انقطع عنه، إذ كان التواصل بيننا مستمرا عبر الهاتف». وأضاف النفيعي: في أحد الأيام شاورت زوجتي أم محمد وأبنائي لمفاجأة صاحبي القديم البوني وزيارته في السودان، ووافقت على الفكرة واصطحبت شقيقي عبدالرحمن وابني عبدالمجيد ويوسف، فضلا عن بعض أبناء عمومتي؛ أحمد عبدالله حبيليص وأحمد حمدان وعدنان علي النفيعي وشاهان طعيمش خزام النفيعي، وغادرنا إلى السودان للسياحة وزيارة صاحبنا القديم البوني، لافتا إلى أنه لدى وصولهم مطار الخرطوم اتصلوا به، وكانت مفاجأة له حيث طار على جناح السرعة والتقاهم في المطار وكان موقفا مؤثرا، ملمحا إلى أنه لم يحبس دموعه من الفرحة وهو مشهد شد انتباه رواد المطار. ومن جانبه، قال عمر البوني ابن عم الكاتب السوداني المعروف البروفيسور عبداللطيف البوني هاتفيا من السودان إن زيارة أسرة حضيض كانت مساحة للتواصل وإعادة الذكريات القديمة، مشيرا إلى أن النفيعي وأسرته حضروا زواج ابنه أحمد البوني وشهدوا الطقوس التقليدية للزواج السوداني، كما تعرفوا على تفاصيل السياحة في السودان وزاروا مدينة ود مدني وكسلا والخرطوم، واحتفت بهم قرية اللعوتة في السودان. من جهته عبر أحمد حبيليص عن سعادته بزيارة السودان، مبديا إعجابه بعادات وتقاليد السودانيين وكرمهم الفياض، معبرا عن أمنياته بتكرار زيارته للسودان.