يتميز المطبخ السودانى بتعدد الوجبات وتنوعها .. ويرجع ذلك لتنوع المكون العرقى والثقافى والجغرافى .. ولكن هناك وجبات «تقليدية مشتركة» يتناولها السودانيون سواء فى البيت او المطعم .. وتلقى رواجا كبيرا بالذات يوم الجمعة .. ولاستعراض هذه الاطعمة المتنوعة .. توجهنا لمطعم «السودة» بسوق بنى مالك بجدة الذى يقدم وجبات سودانية «فطور وغداء وعشاء» دخلنا المطعم الذى كان مكتظا بالرواد « ومعظمهم من السودانيين ..وقليلا من السعوديين والمصريين .. .. الوقت كان «وقت الغداء».. والسودانيون يتقاطرون عليه من كافة انحاء جدة ... صوت العامل يشق فضاء المطعم .. نزل «قراصة بالتقلية .. ضلع يا .. فاصوليا ... كسرة بام رقيقة».. ... يقول لنا ابو محمد « احد المداومين على تناول الغداء يوم الجمعة بالمطعم : الاكل هنا نضيف.. والخدمة ممتازة .. ويعيد لى جو الوطن .. انا « عزوبى « لذلك اتى يوم الجمعة لكى اتناول وجبة مكونة من ضلع وقراصة بالتقلية او « كمونية وكسرة بويكة طبعا زائد «الشطة والسلطة» ويرى ابو محمد ان الوجبات السودانية مقبولة لدى الاخرين وامنة وتنافس الان الكبسة وكل انواع الفاست فود.. ويشرح « القائم على مطعم السودة « ثقافة الغذاء السودانى قائلا: السودانيون ميالون لاكل اللحوم بشكل عام ويرجع هذا لتوفر الخراف « والمشهور منها « السواكنى والعجول والجمال والتيوس .. ومن توفر اللحوم خرجت الوجبات السودانية الحالية.. ويضيف « مطعمنا لا يخرج كثيرا عن « خط المطبخ السودانى فى الاكل « وروادنا معظمهم سودانيون لكن هناك « سعوديون استطعموا الاكلات السودانية وصارو زبائن دائمين .. وبالطبع لدينا طباخين سودانيين « يقول المشرف على المطعم :» الكمونية هى احشاء الخروف التى تنظف بشكل جيد جدا وتضاف اليها الكبدة والكلاوى وتطبخ كادام بعد ان تضاف اليها البهارات .. وعمليتها شاقة جدا بالنسبة للطباخ ومساعدية ويمكن ان تؤكل كادام بالكسرة او بالخبز وهى محبوبة وسمعتها فى « السما» اما» الضلع» فهو كما يقول اخوتنا فى مصر « الهبر « وهو اللحم من الفخذ بالعظم او الرقبة وما الى ذلك.. ويصنع منها المرق ثم تتبل بالبهارات السودانية وتدخل الى الفرن لتخرج ساخنة ويمكن ان تؤكل مع الارز او المكرونة المسلوقة وهى شهية جدا ومحبوبة .. ونساله عن» ملاح التقلية بالقراصة الويكة « .. يجيب : ادام التقلية يتكون من « بصل ولحم بقرى مفروم وطماطم وثوم وزبدة فول سودانى وويكة مجففة « هى فى الاصل بامية مجففة ولا اعرف لماذا سميت بالويكة و»بهارات مشكله (كمون-كزبره-قليل قرفة مطحونه-فلفل اسود-ملح ) محطة اخيرة بالرغم من حب السودانيين وولعهم بادام « الويكة « لكن الصحف السودانية نشرت مؤخرا خبرا عن تكوين « جمعيةطوعية شبابية « هدفها مكافحة « الويكة» بادعاء انها « انهكت اجسام مواطني السودان وقال اعضاء الجمعية انهم بعد البحث العلمى الدقيق توصلوا الى ان الويكة « مكون غذائى فقير جدا «انها العامل الرئيس في تدهور صحة المواطن السوداني وتقزم بنيتة الجسمانية للشباب اذ تجد شابًا سودانيا عمره «25»عامًا وزنة 50ك ج فقط وتكاد تكون المقارنة معدومة من الناحية الجسمانية بينه وبين شاب من دولة اخرى، وذكراعضاء الجمعية ان الاكلات الشعبية في جميع دول العالم ذات فائدة غذائية عالية على سبيل المثال «كبسة اللحمة» دسمة جدًا و المندي والكشري في مصر والكبة في سوريا وكل هذه الاكلات الشعبية مفيدة جدًا واثرها ظاهر في البنية الجسمانية لمواطنيها .. وعند عرضنا وجهة النظرهذه على رواد مطعم السودة قال ابوحامد :» انا وزنى 80 كيلو « ماشاءالله « واتناول الويكة 3 مرات فى الاسبوع وصحتى زى البمب .. والويكة لم توثر على باى شكل من الاشكال .. هذه ادعاءات مغرضة ليس الا .. ولن» اتنازل عن الويكة مهما يكون « المزيد من الصور :