تعود تقاليد عقد القران داخل أروقة المسجد النبوي الشريف إلى تاريخ قديم، حيث أصبحت عادات قديمة دأب عليها أهالي منطقة المدينةالمنورة عند إبرام عقود زواج أبنائهم أو أقاربهم، وهو عرف تقليدي اعتادوا عليه منذ سنوات طويلة، من دون تنسيق مسبق لإبرام العقود، كون الأمر لا يتطلب سوى حضور ولي أمر العروس وشاهدين، إلى جانب إحضار بعض المستندات الرسمية، ومن أهم أسبابه قلة التكاليف ومباركة الجميع في الاحتفال، فضلا عن أنه لا يخرج عن البساطة في التعبير والاحتفاء، خاصة وأنه لا يستغرق أكثر من نصف ساعة. «عكاظ» جالت داخل أروقة المسجد النبوي الشريف، في منظر يسر الخاطر والكثير من زوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام والتقت بعدد من العرسان. بداية أكد العريس فهد سرتي أنه يجد روحانية بوجوده في الحرم النبوي فكيف بعقد قرانه، مشيرا إلى أن البعض من أهالي المدينةالمنورة يعقدون قرانهم فيه، لذلك فإنه يشعر بطمأنينة لحظة مشاهدته مراسم عقد النكاح. أما والده طلال سرتي قال «اعتدنا على هذا النوع من المناسبات داخل المسجد النبوي الشريف، ويتخلل ذلك توزيع تمر المدينةالمنورة والحلويات والقهوة على أهل العروسين، بالإضافة إلى تقديم الهدايا للزوار الذين يتواجدون لمشاهدة ذلك. فيما أفاد محمد المغامسي أن الكثير من أهالي طيبة الطيبة يفضلون عقد القران بعد صلاة المغرب خاصة في نهاية الأسبوع، مشيرا إلى أن البعض أصبح يعقد في مسجد قباء أو في المنازل نتيجة الازدحام وعدم وجود مواقف للسيارات، في ظل مشاريع التوسعة التى تحيط بالمسجد النبوي الشريف. ومن جانبه أكد ناصر الغامدي أن ليلة عقد قرانه في المسجد النبوي الشريف، ستدون في التاريخ حتى ترويه أسرته للأحفاد، مؤكدا أنه عاش أجمل لحظات حياته وهو يوزع الحلوى على المهنئين والزئراين. إلى ذلك أفاد كاتب عقود الأنكحة الشيخ محمد عبدالله المطيري، أن بعض الفقهاء يرون أن يتم مراسم عقد القران في المساجد للبركة، والمسجد النبوي الشريف محل للبركة، مشيرا إلى أن كثيرا من أهالي المدينةالمنورة درج على هذه العادة القديمة، ولكن في الوقت الحالي ومع الازدحام وزيادة أعداد الزوار خلال العام، هناك من يفضل عقد النكاح في مسجد قباء أو في المنزل نظرا للمشقة التى يتكبدها البعض خاصة من كبار السن.