حول العديد من عمال الورش نطاق عملهم إلى خارج محيط ورشهم، لصيانة وإصلاح الشاحنات الكبيرة، الأمر الذي تسبب في عرقلة الحركة المرورية في شوارع بعض الأحياء، فضلا عن استغلال الساحات الموجودة في بعض الأحياء وما يسببه ذلك من تشويه للمشهد العام. ويوم بعد يوم تنتشر الورش العشوائية الأمر الذي بات يزعج سكان تلك الأحياء، خاصة أن العمل يستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، مما استدعى الحاجة إلى طلب ترحيل الورش النظامية إلى المنطقة الصناعية وإغلاق المخالف منها. وأكد إحسان عبدالله أحمد ضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة والعمل على نقل الورش فورا من وسط حي الرأفة، داعيا إلى عدم تجديد تراخيص تلك الورش وإجبار أصحابها على نقلها للمنطقة الصناعية، فضلا عن عدم التساهل في إصدار تراخيص لمثل تلك النشاطات في المستقبل وذلك لتسببها في إتلاف البنية التحتية والأرصفة التي أقامتها الدولة لتجميل الأحياء السكنية. وأشار نواف حسن باسالم إلى تضرر سكان حي الرأفة وأم الكداد من الورش الموجودة في منطقتهم والتي تسبب لهم الأذى، لافتا إلى أن أغلب عمال الورش يخرجون خارج الورشة في الشارع العام، حيث تحولت الشوارع إلى ورش تجاور المنازل والمدارس، وقال: «هنالك بعض الورش التي يتحايل أصحابها على القوانين من خلال إظهار أن المحل يعمل ك(كهربائي أو بنشر) من خلال لافتة المحل وفي حقيقة الأمر يكون عمله كعمل أي ورشة في الصناعية». ويرى إبراهيم الريمي أن وجود الورش داخل الأحياء السكنية بصفة عامة تشويه للشكل الجمالي والحضاري للمناطق، حيث إنه من غير المعقول أن تتوسط مثل هذه الورش الفيلل والمنازل، مضيفا أن وجود تلك الخدمات بالقرب من الأحياء السكنية أمر ضروري لكن يجب أن يتم بطريقة حضارية وذلك من خلال توفير جميع الخدمات من مغاسل للسيارات ومحلات صيانة السيارات ومحطات تعبئة الوقود ومحلات الكهرباء في مكان واحد، وتكون داخل محطات التزود بالوقود بدلا من القيام بنقلها إلى المنطقة الصناعية. وقال علي الغامدي: «إن الأمانة تمنع إقامة ورش الصيانة وسط الأحياء السكنية، ووجودها حاليا يعد مخالفا للقوانين، لذا نطالب البلدية المعنية بمتابعة الأحياء للعمل على القضاء على هذه الظاهرة، حيث إن مثل هذه الورش من أهم المشاكل التي يعاني منها المواطن والمقيم على حد سواء، وأقترح إنشاء مواقع قريبة من المناطق السكنية وتخصيصها لبناء الورش بحيث تكون لكل حي منطقة صناعية خاصة به وتلك الخدمات من شأنها أن تعمل على راحة المواطنين بدلا من قيامهم بقصد المنطقة الصناعية وبذلك يكون قد تم تخفيف العبء على المنطقة الصناعية ونقل ورش الأحياء السكنية إليها». ويشير أحمد يماني إلى أن ورش تصليح السيارات المنتشرة وسط الأحياء السكنية تسبب إزعاجا للسكان، فهنالك مرضى لا يتحملون الأصوات المزعجة التي تصدر من تلك الورش يوميا، دون مراعاة السكان القاطنين بالقرب منها، ناهيك عن تسببها في انتشار القوارض والحشرات لانعدام النظافة داخلها. وأضاف: «أسكن في منطقة تجاورها ورشة كبيرة لتصليح السيارات الكبيرة وحاولت مرارا تقديم شكوى على تلك الورشة التي تسبب الضرر لغالبية سكان الحي ولكن من دون جدوى وكل فترة أسمع عن خطة لإزالة الورش من قلب المناطق السكنية ولكن في الحقيقة لا نرى أي تحرك من قبل الجهات المختصة»، مبينا أن إزالة تلك الورش ليس قطعا للأرزاق ولكن مع التطور الذي تشهده العاصمة المقدسة على كل الأصعدة فضلا عن الخطط التي طبقتها أمانة العاصمة المقدسة لتجميل الأحياء السكنية، فإن وجودها يعد شكلا من أشكال التعدي على المظهر الجمالي لها.