يعاني أهالي مركز العمار الذي يعتبر بوابة القصيم ويقع على مفترق طرق، والذي يصل عدد سكانه إلى أكثر من خمسة آلاف نسمة، يعانون من معضلة تدني الخدمات الصحية، إذ لا تتوفر بالعمار فرقة طوارئ إسعافية ولا سيارات إسعاف إلى جانب الغياب التام للدفاع المدني، حيث إن أقرب مركز للدفاع المدني يقع في محافظة المذنب التي تبعد عن العمار 40 كيلو. يقول عدد من أهالي المنطقة إن معاناتهم ظلت مستمرة لسنوات، رغم أنهم رفعوا إلى الجهات المسؤولة تلك المطالبة إلا أنهم لم يجدوا لها أذنا صاغية، مشيرين إلى أن معظم الوفيات التي تحدث في المنطقة تكون بسبب تلك المعضلة التي تواجه منطقة العمار، وقالوا إن إنقاذ مريض أو إطفاء حريق أو إنقاذ أرواح تتطلب سرعة للوصول إلى المريض أو المفجوع. وأجمع سكان وأهالي العمار على أنهم قد يضطرون للذهاب لمحافظة المذنب الأقرب لهم التي تبعد عنهم 40 كيلو لمراجعة مستشفاها، وقالوا «توفيت حالات كثيرة قبل أن تصل إلى محافظة المذنب». ويقول نايف السالم إن مركز الرعاية الصحية الأولية يبدأ العمل من الثامنة صباحا ويتوقف بعد الظهر ويعاود العمل عصرا حتى أذان العشاء، مبينا أنه في فترات التوقف لا يوجد مركز للطوارئ، حيث يتوقف المركز عن علاج الحالات الطارئة أو ما يسمى بالحالات الإسعافية، حتى يعاود العاملون في المركز العمل من جديد في الفترة المسائية كما أن طبيب المركز قد لا يكون موجودا في أمر طارئ إما خارج بلدة العمار أو في زيارات خاصة. وبين السالم أن حالات الوفاة تكررت كثيرا لعدم توفر الحالات الإسعافية، مشيرا إلى أن الشؤون الصحية بالقصيم تعاملت مع الوضع الصحي بالعمار بدون أدنى مسؤولية، حيث اكتفت بمركز رعاية صحية ولم ترفع ذلك المركز إلى مستشفى تتوفر فيه خدمات الطوارئ الإسعافية، وأضاف «تكررت مطالب الأهالي لرفع الخدمات الصحية بما يتواءم وحجم المركز والتوسع في أعداد سكانه». وأشار المواطن عايض المطيري إلى أن خدمات الدفاع المدني غير متوفرة بالعمار، لافتا إلى أن أقرب نقطة للدفاع المدني هي محافظة المذنب التي تبعد عن العمار 40 كيلو، وقال المطيري: «عند البلاغ عن حريق -وهذا حدث كثيرا- يتأخر وصول الفرق من ساعة كاملة إلى ساعة ونصف الساعة وأن هذا الوقت يعطي الفرصة للحرائق أن تتوسع وتتمدد وتحدث معها ما لا تحمد عقباها خاصة أن العمار منطقة زراعية تتمدد فيها الحرائق سريعا». ويروي عايض حادثة الحريق في إحدى المزارع التي توفيت فيها طفلة ووالدها وقد سارع الوالد لإنقاذ ابنته، إلا أن النيران التهمته مع ابنته وفارقا الحياة قبل أن تصل فرق الدفاع المدني من المذنب للعمار. تحقيق المطالب أوضح رئيس مركز العمار عبدالمحسن بن جبرين، أن هناك مطالبات منذ سنوات لدى الجهات المختصة والأمل كبير في تحقيق تلك المطالب لرفع المركز الصحي وإيجاد فرقة طوارئ إسعافية وسيارات إسعاف لتحقيق الراحة والطمأنينة لدى الناس، معربا عن أمله في توفير مركز للدفاع المدني للعمار لمعالجة مشاكل الحرائق وغيرها.