يشكو عدد من أهالي حي النصب التاريخي في أبها إهمال الجهات المسؤولة في تطوير الحي الذي يعود تاريخ منازله القديمة والأثرية لمئات السنين، وبينوا أن حيهم العتيق تحول إلى مأوى للعاملة الوافدة والمجهولة والتي باتت تشكل ما نسبته أكثر 90 في المائة من مجمل السكان، فضلا عن العشوائية وأكوام النفايات التي تكتم أنفاس السكان وتحاصر منازلهم. وقال ل«عكاظ» كل من على مفرح العسيري وسالم مبارك الهزازي إن المواطنين هجروا الحي إلى أحياء أخرى نتيجة إهمال البلدية ليتحول إلى تجمعات للجاليات الآسيوية، ومعظم أسواق والمحال التجارية الواقعة في مدخل الحي تديرها العمالة الآسيوية التي تمارس أعمال بيع الممنوعات بأنواعها المختلفة، في حين بات المواطنون قلة يخشون العيش داخله لكثرة المجهولين والمخالفين لنظام العمل والعمال والخوف من تعرض منازلهم للسرقة. وأضاف هزازي: «شوارع الحي ضيقة وصعبة التضاريس ولا تتسع لأكثر من مركبة واحدة، ويخلو من الخدمات البلدية، فيما تحاصر النفايات معظم منازل الحي القديم فضلا عن الهاجس الأمني الذي يؤرق السكان نظرا للوجود الكثيف للعمالة الوافدة التي لا يتورع بعضها عن ارتكاب الجرائم والمخالفات، أضف إلى ذلك مقبرة الحي التي تحولت إلى مرمى للنفايات والقاذورات في انتهاك سافر لحرمة الموتى في ظل غياب أعمال الصيانة والنظافة». وطالب بضرورة تشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة مثل هيئة السياحة والآثار والبلديات للنظر في وضع تطوير وتحسين الحي بنزع ملكياته وإزالته بالكامل وتحويله إلى حي جديد وواجهة حضارية للمدينة، بعد ترميم المباني القديمة وتحويلها إلى منطقة تاريخية منظمة بدلا من العشوائية. إلى ذلك، قال أمين أمانة منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل إن هذه المنطقة من ضمن المناطق التي تم دراستها ووضعها في دراسات تحسين وسط المدينة وجاري العمل على إزالة بعض الأحياء العشوائية في المنطقة المركزية بوسط البلد وتوسعة للشوارع والطرق المتعرجة. وأضاف: «لدى هيئة السياحة والآثار دراسات وخطط بشأن بعض المنازل القديمة وسط المدينة، إلا أن هناك عدة عوائق تواجه التنفيذ أبرزها التعويضات ونوع الملكيات والاعتمادات المالية». من جهته، أكد رئيس المجلس البلدي في أبها الدكتور عبدالله الغبيري وجود عدة ملاحظات وشكاوى عرضت على المجلس خلال لقاءاته بالمواطنين في اجتماعات المجلس البلدي السباقة بخصوص هذا الحي والأحياء الأخرى، وقال: «سيتم دراسة هذه الملاحظات ووضع الخطط لمعالجتها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ومنها أمانة عسير». وأضاف: «وقف أعضاء المجلس شخصيا على الحي وتم تسجيل عدة ملاحظات ميدانية وسيتم دراستها والتنسيق مع الأمانة في هذا الخصوص ووضع الحلول المناسبة لها».