رغم موقعها الذي يتوسط المراكز التابعة لها، واعتبارها وجهة هامة لمعظم الأهالي لإنهاء معاملاتهم الحكومية، لاحتضانها العديد من المرافق الحكومية الهامة، مازالت محافظة البدع تعاني من نقص في أغلب الخدمات الأساسية، ولم تشفع الكثافة السكانية والاتساع العمراني لأن تحظي بالتنمية في أغلب الجوانب –على حد قول أهلها-. عدد من أهالي محافظة البدع التي يتبعها مركز مقنا، قيال، العصيلية، وأبورمانه، يطالبون باستحداث مكتب للأحوال المدنية ليخفف عنaاء السفر عن 14.000 نسمة يركضون على الطرقات قاطعين 440 كم ذهابا وايابا إلى تبوك أو 300 كم إلى حقل عبر طرق محفوفة بالمخاطر لإنهاء معاملة في مكتب الأحوال، رغم أنها تشهد تطورا عمرانيا ونموا سكانيا هائلا. ومن جانبة أوضح محافظ البدع خالد بن بندر الخريصي أن العربة المتنقلة التابعة لإدارة الأحوال المدنية، التي تم سحبها قبل خمسة أسابيع تقريباً كانت موجودة لإنهاء إجراءات مواطني أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها، لافتا إلى أنها لا توفر سوى بعض الخدمات كالتصوير للهوية الوطنية فقط، مشيرا إلى ضرورة استحداث فرع في المحافظة يوفر الجهد والوقت على المواطنين. ويوضح ل"عكاظ" كل من تركي السهيلي، عيد سليم، فيصل العمراني، وفراج مبارك أن احتياج مكتب للأحوال المدنية في البدع والمراكز والقرى التابعة أصبح مطلبا ملحا. في جانب التعليم أشار سويلم المسعودي أن محافظة البدع التي تمت ترقيتها مؤخرا من مركز إلى محافظة تفتقد إلى مكتب إشراف تربوي للبنين للمتابعة عن قرب ما سيؤدي إلى رفع المستوى العملي والتعليمي. وعلى جانب الصحة لفت محمد سويلم الطرفاوي، وعطية الأشرم من أهالي حي المخطط، ولافي عايد معيوف مسلم من أهالي حي الديسة أن هذه الأحياء لا يوجد فيها سوى مركز رعاية صحية أولية بحي المدائن، ويبعد عن حي المخطط قرابة أحد عشر كم2، وعن الديسة قرابة 7كم2، ويناشدون مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة تبوك باستحداث مركز صحي في حي المخطط والديسة، خاصة أنه تم تخصيص أراض لها في المخططين، لتقديم الخدمة الصحية المأمولة لأهالي هذه الأحياء، لافتين إلى نقص بعض الخدمات في مستشفى البدع العام كافتقاد قسم للعناية الفائقة للحوادث، وأشعة الرنين المغناطيسي، حيث يتم تحويل مصابي الحوادث إلى منطقة تبوك، ما يفوت فرصة العلاج المبكر. وعن مكتب العمل تحدث عبدالله سليم وصالح الطويل، حيث قالا: مازالت المحافظة بدون مكتب عمل في حين أن البدع تكتظ بالسكان والمرافق الحكومية والمشاريع، مؤكدين أن وجود مكتب للعمل يعد جهة رقابية مباشرة على المؤسسات في المنطقة، فمن غير المعقول –حسب قولهم- أن يقوم مكتب العمل في تبوك بقطع هذه المسافة الطويلة للقيام بجولات تفتيشية في البدع. وعلى جانب الخدمات البلدية أشار حمدان البحيري فإن المحافظة تخلو من الملاعب الرياضية المهيأة داخل الأحياء ما يضطر الشباب للعب في الطرقات والشوارع العامة ما يعرض حياتهم للخطر، وطالب بتوفير ملاعب لرفع مستوى أداء كرة القدم وحفظا لأرواح الشباب. وفي الجانب الزراعي أكد فهد المسعودي ومعلا مسلم أن أراضي المحافظة تمتاز بصلاحيتها للزراعة، كما أنها تشتهر بتصدير الخضروات والفواكه بأنواعها، والطماطم بشكل خاص، فهي تنتج على مدار العام، وطالبا بافتتاح فرع للجمعية الزراعية لاحتياج المزارعين لخدماتها، كما طالبا الجهات ذات العلاقة بإنشاء سد في وادي موس الواقع شمال البدع ما يساعد على الاحتفاظ بالمياه ويؤثر بشكل إيجابي على مستوى الزراعة في المنطقة. نهضة شاملة يتطلع أهالي البدع من خلال الزيارة التفقدية لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك إلى إنهاء معاناتهم والوقوف على احتياجاتهم لتحقيق نهضة شاملة بمحافظة يسودها الأمن والأمان.