طالب القيادي في المعارضة السورية وعضو قيادة الائتلاف هيثم المالح الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها ووقف تمدد مقاتلي حزب الله في الأراضي السورية دعما للنظام القاتل. وأكد المالح في حوار مع «عكاظ» أن تقصير الحكومة اللبنانية بواجباتها يعطي الحق للجيش الحر بالدفاع عن أرضه وملاحقة مقاتلي حزب الله حتى داخل الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى النظام الأسدي يهذي ومصاب بالزهايمر وسورية ستكون مقبرة لحزب الله. وقال إن نصر الثورة آت، مشيرا إلى أن استقالة الخطيب يجب أن تأخذ طريقها القانوني ولا يفترض أن تتم عبر الشبكة العنكبوتية، موضحا أن نواب الرئيس أخطأوا في اتخاذ قرار تعيين جورج صبرا رئيسا بالتكليف.. وفيما يلي نص الحوار: بعد استقالة الشيخ معاذ الخطيب وتعيين جورج صبرا رئيسا بالتكليف.. الائتلاف السوري المعارض إلى أين يتجه؟. بداية أشير إلى أن مكان الاستقالة هو الهيئة العامة للائتلاف عندما تنعقد وليس الشبكة العنكبوتية، فعلى الشيخ معاذ أن ينتظر انعقاد الهيئة العامة ومن ثم تقديم استقالته للهيئة التي تدرسها وتناقشها وتقرر بشأنها، أم أن ترمى الاستقالة على موقع إلكتروني فهذا أمر غير مقبول في مسار المؤسسات السياسية، كما أن نواب الرئيس في القرار الذي اتخذوه بتعيين جورج صبرا رئيسا بالتكليف قد أخطأوا أيضا لأنه حتى الرئيس عندما يستقيل عليه أن يصرف الأعمال بانتظار انتخاب بديل عنه، أما قصة تكليف رئيس للائتلاف فهذا من صلاحيات الهيئة العامة وليس نواب الرئيس فعليهم أن ينتظروا اجتماع الهيئة العامة وهو محدد في آخر الشهر المقبل وخلاله يتم انتخاب رئيس جديد للائتلاف المعارض. هل ما حصل يشكل ضربة للائتلاف المعارض ومستقبله؟. مطلقا، نحن نعيش حراكا سياسيا وديمقراطيا، وأعتقد أن هذا الحراك يعطي قوة للمعارضة وليس ضعفا، يعطيها مصداقية ديمقراطية وليس تهمة دكتاتورية. الائتلاف هو مجموعة قوى سياسية وثورية هدفها إسقاط النظام، يأتي رئيس ويذهب رئيس ولكن الائتلاف والثورة مستمران في نضالهما حتى تحقيق الأهداف الرئيسية وأولها إسقاط هذه العصابة الحاكمة والقتلة الذين ذبحوا الشعب السوري البريء في منازله ومعامله وأرضه. الائتلاف مستمر حتى تحقيق النصر وما حصل ربما فيه خطأ قانوني ولكن بالنهاية جميعنا محكومون بالاتفاق والخروج بصوت واحد. كل القوى التي يضمها الائتلاف مصممة وموحدة على إسقاط هذا النظام المجرم وبإذن الله سيسقط لأن ثورتنا هي ثورة حق والحق منتصر مهما حصل من عوائق ومطبات. النظام السوري يتحدث عن حسم الأزمة قريبا وهناك مؤشرات ميدانية ليست لصالح الثورة والثوار.. ما هو تعليقك؟. النظام السوري القمعي يهذي ورأس النظام مصاب بالزهايمر، هناك حرب عصابات تخاض في سورية وليس حرب جيوش تقليدية، فالمعارك هي كر وفر وما حصلوا عليه في القصير خسروه في اليوم التالي، الكل يعلم أن هذا النظام انتهى وما يحصل أن الدعم الروسي والصيني والإيراني وحزب الله له يجعله يعيش بحالة إنعاش اصطناعي ولكن النظام فقد كل عناصر قوته البنيوية، كما أن الثورة هي الثورة الوحيدة في العالم التي لا يدعمها أحد، كل العالم يعمل على إجهاض هذه الثورة، المجتمع الدولي مفكك وعاجز والجامعة العربية عجزت عن تقديم الشيء الصحيح لهذه الثورة، منحتنا مقعد سورية ولكن الجامعة العربية كمجموعة عمل عربية لم تستطع تقديم الشيء الصحيح، نحن لا نريد أغطية وقمحا، نحن نستطيع أن نطعم العالم بأكمله من أرضنا إن كانت هناك منطقة حظر جوي تحمي الناس من طائرات النظام التي تقتل الناس بشكل وحشي. ميدانيا.. هل أنت مطمئن إلى مسار الأمور في الجانب العسكري؟. بالتأكيد.. كل الاطمئنان، الجيش الحر والثوار قادرون على حسم المعركة، وسورية ستكون مقبرة للروس ومقاتلي الباسيج الإيرانيين ولمقاتلي حزب الله وجيش الصدر، كلهم يحاربوننا ولكننا بإذن الله سننتصر وما يحصل في دمشق وحمص واللاذقية خير دليل على ما أقول، الأرض لا يمكن أن يحميها سوى أبنائها، الجيش الحر والثوار هم أبناء سورية وليس الذين أتوا بأفكار طائفية ومذهبية. النصر للثورة والثوار بإذن الله ولا يفصلنا عن هذا النصر سوى الزمن القليل. حزب الله هو من يخوض معركة القصير.. كيف تقرأ ذلك؟. تورط حزب الله في سورية ليس جديدا منذ بداية الثورة وقبل أن تتسلح الثورة كان حزب الله يشارك بقمع التظاهرات الشعبية ويستعمل العصي الكهربائية هو والإيرانيين ضد المتظاهرين. ما يقوم به حزب الله خطير للغاية، واللبنانيون سيدفعون ثمنه وبخاصة الطائفة الشيعية الكريمة، حزب الله يريد أن يحول الصراع إلى صراع مذهبي وطائفي بالرغم من أن ثورتنا مدنية ووطنية وتطالب بالحرية والعدالة، وهنا أقول لحسن نصر الله أنت تفعل ما لا تقول، كن صادقا مع نفسك، كيف تنادي بالظلم الذي لحق بالإمام الحسين عليه السلام وترضى بظلم شعب بأكمله، هناك مجزرة ارتكبها رجالك بريف دمشق منذ أيام ماذا تقول عنها وما رأيك بها؟ هل تعاليم الدين ترضى بذلك؟ هل الإمام الحسين يقبل بذلك؟ كن صادقا ولو لمرة وحيدة. كمعارضة سورية ماذا تطلبون من الحكومة اللبنانية في هذا الإطار؟. إن كان هناك حكومة لبنانية عليها أن تعمل على وقف تمدد حزب الله إلى داخل الأراضي السورية، فحزب الله يقول إنه حزب لبناني وأن مقاتليه لبنانيون، وبالتالي الحكومة اللبنانية وفقا للقانون الدولي مسؤولة عن تصرفات مواطنيها وهي تتحمل مسؤولية كل ما يحصل من قبل حزب الله في سورية وإن كانت الحكومة اللبنانية قاصرة عن وقف تدخل حزب الله فإن الثوار والجيش الحر لهما كامل الحق والمشروعية بالرد على هؤلاء وملاحقتهم حتى داخل الأراضي اللبنانية، لا يمكن أن تسكت عن رجل ياتي إلى أرضك ليقتلك، على السلطات اللبنانية العمل بشكل حثيث لتؤكد أنها سلطات مسؤولة وأنها تتحمل واجباتها، أسمعهم يعترضون على صواريخ سورية سقطت فماذا عن مقاتلين لبنانيين يذهبون إلى حمص ودمشق وإدلب لقتل السوريين؟ على الحكومة اللبنانية وعلى الرئيس اللبناني النظر بواقعية إلى الأمور وأن يقفوا موقفا صادقا مع أنفسهم ومع الناس، العلاقات اللبنانية السورية هي علاقات أخوية وراسخة وتاريخية ونحن حريصون عليها ونريدها أن تتعزز وذلك لا يكون عبر إرسال المقاتلين بل عبر احتضان الشعب السوري النازح وعبر العمل على مساعدة السوريين برفع الظلم عنهم. إن هناك مسؤوليات كبيرة على الحكومة اللبنانية تحملها وعدم التهرب منها. هل تعتقد إذن أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد بين لبنان وسورية؟. الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية ومعها حزب الله، لن نسكت عمن يقتل أهلنا ويهجرهم وينتهك حرماتهم، حزب الله ومعه جيش الصدر ومعه ألف جندي روسي ومثلهم إيراني مسؤولون عما لحق بالشعب السوري من جرائم كبرى، على حزب الله الانسحاب فورا من الأراضي السورية والالتزام بالنأي بالنفس كما تقول الحكومة اللبنانية وإلا فإن القانون الدولي يعطينا الحق بملاحقته أينما تواجد وفي أي بقعة جغرافية. نحن لا نريد انتقال النيران السورية إلى لبنان لكن حزب الله بشراكته في الجريمة الحاصلة ضد الشعب السوري يقوم بنقل هذه النيران.