أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن الثورة السورية "شابة"، وأن 90 % من شباب سورية يشاركون فيها، مشيرا في حوار مع "الوطن"، إلى أن النظام الإيراني هو من يقود الأزمة السورية، عوضاً عن قوات الأسد وعصابته، لافتا إلى أن "زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني إلى دمشق هي تعزيزٍ للموقف الأسدي لأسبابٍ طائفية"، ومؤكدا أن لدى الثوار تسجيلات لمعتقلين إيرانيين سيتم بثها بعد انتصار الثورة، ومقاضاة كل من ساهم في سفك دماء الشعب السوري دون استثناء أحد، و"الأسد على رأس القائمة وإن طالت الدنيا، ولو وصل الأسد للقمر لن يتنازل الشعب السوري عن محاكمته"، وأشار الأسعد في هذا الصدد إلى الدور الذي تلعبه عناصر حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله وأنه "لن يستثنى أيضا من المحاكمة"، كما "لن تستثنى دول - إن توفر الإثبات - تورطت في إراقة الدم السوري، ومن ضمنها روسيا". وحول صعوبة الإعلان عن مناطق محررة، قال الأسعد "إن ذلك يفترض امتلاك الثوار للسلاح المضاد للطائرات، وهو ما لا نملكه حتى اليوم". وعلى الصعيد السياسي قال الأسعد "إن الائتلاف السوري ليس له علاقة بالوضع العسكري، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بعض السياسيين يطلقون تصريحات عسكرية على الشاشات، من الفنادق الفخمة، ولا علاقة لهم بالأمر الميداني مطلقا".
قطع قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد بمسؤولية إيران عن ما يجري في سورية من مذابح ومآسٍ، مؤكدا أن عناصر الحرس الثوري الإيراني هم الذين يقودون العمل العسكري على الأرض، مشيرا إلى وجود أدلة وإثباتات تعضد ذلك. وجدَّد قوله في مناسبة سابقة بملاحقة الرئيس بشار الأسد وعصابته، طال الزمن أم قصر، قائلا "حتى لو وصل إلى القمر فإن الشعب السوري لن يتنازل عن ملاحقته". وعن المحاكم الثورية التي طالب بإنشائها قال إن المقصود منها هو المحاكم التي تضم الخبراء وأهل الشأن حتى لا يظلم أحد، وحتى لا يفلت مجرم من العقاب. وأبان أن هناك محاكم تشكلت في العديد من مناطق سورية. وفيما يتعلق بطبيعة الحكم مستقبلاً قال الأسعد إن ثورتهم انطلقت من المساجد، مقللا من المخاوف التي قد تنشأ لدى بعض الدول الغربية من ذلك. وطالب الأسعد المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام بدعم الجيش الحر بأسلحة نوعية تقي الشعب شر الغارات الجوية التي تشنها طائرات النظام التي تحرق الأخضر واليابس ولا تفرق بين كبير وصغير. ولم يفرق قائد الجيش الحر بين فترة حكم الأسد الأب وابنه، مؤكدا أنه عهد واحد ممتد من الظلم والتجاوزات الذي لم يستثن أحدا، مرجعا السبب في انتظام غالبية الشباب ضمن منظومة الجيش الحر لرغبتهم في الخلاص من هذا الكابوس. ولم يستبعد حدوث اختراقات في صفوف الثوار، قائلا إن ذلك شأن عادي وإن غالبية دول العالم التي لا تعاني مما تمر به سورية حاليا من ظروف حدثت بها مثل هذه الاختراقات، وأوضح أنهم اكتشفوا بعض تلك الحالات التي تم علاجها في حينه. وتعهد بمحاسبة وملاحقة كل من تلطخت يداه بدم الشعب السوري. هذا وغيره تجدونه بين سطور الحوار التالي: الدور الإيراني في قمع الثورة دعني أبدأ معك عقيد رياض من زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أول من أمس للعاصمة السورية دمشق.. برأيك ماذا يريد؟ رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني جاء لتعزيز موقف الأسد أكثر. الإيرانيون يريدون إشعار العالم والتأكيد على أنهم يساندون النظام، بالمناسبة هم من يقودون العمل الميداني على الأرض في سورية وليس أحدا آخر. كيف يقودون العمل في سورية؟ القرائن كثيرة. قائد فيلق القدس اعترف بنفسه أن لديه قوات وخبراء وطيرانا ومقاتلين قاموا بإرسالهم إلى سورية، هم من يقودون العمل في سورية بشكل كبير جداً وليس النظام الأسدي. هل تمت مواجهات بينكم وبينهم.. لا سيما أن هناك برودا في تعامل طهران مع من تم القبض عليهم من المقاتلين الإيرانيين على الأرض في سورية ربما لإضفاء عدم مصداقية على عملياتكم، طالما أن هناك قرائن. لماذا لا يتقدم الائتلاف السوري بمحاسبة النظام الإيراني بشكل واضح وصريح؟ هذه أمور تسير بتوثيق وتسجيل، لكن لدينا خطر واحد وهم واحد هو إزالة النظام بأقصى سرعة، كل شيء موثق ومسجل، ولدينا دلائل، بعد انتهاء الثورة ستقدم الدلائل، هناك من تم أخذ شهاداتهم، وهناك أيضاً من يتم الآن أخذ شهادتهم، لكن بعد الثورة سنقاضي كل من ساهم في سفك دم الشعب السوري ولن نستثني أحدا بشكل جدي. بمن فيهم الأسد؟ طبعاً. الأسد على رأس القائمة لو طالت الدنيا مهما طالت، ولو وصل الأسد للقمر لن نتنازل عنه ولن يتنازل الشعب السوري عن محاكمته. أؤكد لك أن الشعب السوري لن يتنازل عن محاكمة هذا الرجل مهما حصل. وإخوته وأسرته وعصابته وزمرته؟ لو اتجهوا لأي مكان ستقدم بحقهم مذكرات للمحاكم الدولية لمحاسبتهم، هم وكل من تلوثت أيديهم في سفك دم الشعب السوري. بشار الأسد فرعون، بل أكبر فرعون في التاريخ. قلت لي قبل أسابيع إنكم تعتزمون إنشاء محاكم ثورية.. ماذا يعني إنشاء محاكم ثورية؟ المحاكم الثورية هي لفصل المشاكل والأخطاء التي يمكن أن تحدث في الثورة، تضم عددا من القانونيين والمحامين الثوريين والقضاة السابقين والمشايخ ورجال الدين والخبراء في المجال القضائي، حتى تكون هناك محكمة ثورية حقيقية تحكم ضمن الشرع والدستور للفصل في بعض المشاكل والأخطاء التي قد تحدث خلال الثورة وحتى لا يُظلم أحد. الإسلام دين تسامح الحكم وفق الشريعة كما تقول.. ألا ترى أن هذا أمر قد يخلق توجساً نوعاً ما لبعض الأطراف، وأقصد هنا الجانب الأميركي أو الأوروبي، على اعتبار أن البعض يرى أن إضفاء أي شكل من أشكال التوجه الديني على الثورة قد يكون بيئةً لظهور أيديولوجيات توصف في بعض الدوائر السياسية بالمتطرفة؟ يعلم الجميع أن الثورة تحركت من المساجد، والدين يا سيدي دين سمح وليس للظلم، هذه المحاكم لإنصاف الناس وليست للتشدد أو الظلم إطلاقاً، هناك محامون وقضاة لديهم خبرة كافية في العمل القضائي لتحقيق العدل والمساواة ورفع الظلم عن الشعب السوري. متى ستعلنون عن عمل تلك المحاكم الثورية بشكل جدي؟ الآن لا نستطيع الإعلان بشكل كامل عن الأمر، لكن هناك محاكم في كل منطقة، منذ بداية الثورة تشكلت محاكم ثورية في مناطق سورية عدة، للفصل في الخلافات، لذلك تجد أن الثورة الآن تتجه في اتجاه صحيح ولا توجد خروق إلا حالات خفيفة جداً. أين المناطق المحررة؟ قلتم قبل فترة إنكم عازمون على الإعلان عن مناطق سورية محررة، إلا أنكم توقفتم عن ذلك. ربما يكون هناك سبب أثناكم عن هذا الأمر.. أليس كذلك؟ أنت تعلم والعالم كله يعلم أيضاً أن المنطقة المحررة تفترض منع تحليق الطائرات في أجوائها، لذلك إلى الآن لم نمتلك سلاحا مضادا للطائرات، النظام يمكن أن يقصف أي منطقة في سورية طالما أنه يستخدم الطيران بشكل كبير ويعتمد عليه ربما كُلياً ويقصف المدن السورية والمحافظات بالطيران وليس عبر العمليات البرية. لا سلاح نوعيا أفهم من كلامك أنكم لم تحصلوا على إمداد بالسلاح النوعي على الأقل المضاد للطيران حتى الآن؟ - لم يأتنا سلاح نوعي حتى الآن، لو حصلنا على سلاح نوعي لتغيرت المعادلة، صحيح تم الاستيلاء على بعض الأسلحة من خلال الثكنات العسكرية التي تمت السيطرة عليها، حصلنا على بعض قطع السلاح والذخائر، ممكن أن تكون هناك دبابات وآليات ومدفعية مضادة للطائرات. لكن، مؤخراً زادت عمليات تشكيل الفصائل العسكرية السورية. البعض يقرأ هذا الأمر على أنه تفكك ربما مبدئي إن جاز التعبير بين صفوف المقاتلين على الأرض في سورية؟ لا.. هنا أختلف معك.. الثورة ولدت نتيجة قمع خمسين عاما في سورية من حكم الأسد الأب والابن، أؤكد لك أن الشباب متحمسون لدفع الأذى عن أهلهم والخلاص من النظام، لذلك 90 % من الشباب السوري انضم إلى الثورة لاقتلاع الأسد من إدارة الدولة السورية. نحن نسرع في إسقاط النظام وهذا أمر لا مناص منه. الآن تسير الأمور بشكل جيد وكثير من الكتائب تسير وفق عمل منظم وتسير في الاتجاه الصحيح. لا صدقية لدى البعض لذلك برزت تلميحات حول خطة عسكرية سرية مُحكمة، قيل عنها إنها ستنفذ خلال أيام ربما لاستهداف دمشق العاصمة.. بالمناسبة كثير من القادة امتنعوا عن الحديث عنها؟ مطلق هذه التصريحات لا يغير الأمر على الأرض عسكرياً. هذه الخطط يجب أن تكون مغلفة بالسرية. وهناك قادة عسكريون يعلمون الوضع تماماً. ومن يظهر على شاشات الفضائيات للتصريح عن هذه الأمور هذا يكون ساكنا في فندق أو خارج الموضوع نهائياً. الاختراق الأسدي ألا يعني ذلك اختلافا بينكم.. أو اختراقا ربما؟ لا هذا ولا ذاك.. ليس اختراقا أنت تعرف بعد الثورة السورية ظهرت بعض الأصوات من هنا وهناك حتى تكسب الدعم المادي وتكسب بعض المواقف بأي شكل. قلت لي قبل فترة إن هناك عناصر مخابراتية للأسد تمكنت من اختراقكم؟ في كل دول العالم تحدث هذه الاختراقات. فكيف بصفوف الثورة كالثورة السورية التي لا تزال قائمة. أقصد ربما تكون تلك الاختراقات مؤثرة على تماسككم؟ ممكن أن تكون مؤثرة صحيح معك حق. وكشفنا بعض العناصر وتمت تصفيتهم. الاختراقات بالمجمل توجد في أرقى دول العالم. الائتلاف والثورة البعض لمس بطريقة أو بأخرى أنه بعد ولادة الائتلاف الوطني السوري تضاءل بريق العمليات النوعية في صفوف الجيش الحر. كيف تقرأ هذه الرؤية؟ الائتلاف تجمع سياسي ليس له أي علاقة بالوضع العسكري. الوضع العسكري يجري بشكل صحيح وحققنا نجاحات مؤخراً في عملياتٍ ميدانية في دير الزور وحلب وفي مناطق سورية عدة، خصوصاً في دمشق، المعركة في دمشق حاسمة وقوية جداً. لكنكم اعترفتم بالائتلاف الوطني السوري كممثل سياسي للشعب السوري وإرادته.؟ نحن أخذنا على أنفسنا ألا نتدخل في السياسة. ولن نكون مع أحد أو ضد أحد. هذا موضوع مختلف تماماً. السياسيون لهم رؤيتهم في الأمور السياسية التي لا نتدخل فيها. نحن ندعو إلى عملٍ سياسي موحد في إطار مظلة موحدة. وتوحيد كافة السياسيين في هيكل سياسي واحد ليسعى جاهداً في دعم الثورة بشكل كبير ويؤمن لها الدعم الكبير الذي تحتاجه. نتفق مع صبرا جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري قال قبل أيام في حوارٍ مع "الوطن" لن تستثني الثورة السورية أحداً ممن لُطخت أيديهم بدم الشعب السوري، وبالتأكيد على رأسهم الأسد، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، هل تتفق أنت مع هذه الرؤية وهذا التوجّه؟ منذ البداية قلت لك. كل إنسان كان سببا في إراقة نقطة دم واحدة من دماء السوريين لن نتركه وسيتم اتخاذ إجراء ضده عبر المحاكم الدولية وعبر القوانين الدولية. أعود للسؤال بشكل مباشر. بمن فيهم نصر الله؟ أخي الكريم بمن فيهم نصر الله أو أي إنسان. نحن لا نحدد نصر الله أو غير نصر الله. حتى إن كانت هناك دول وقفت وراء نقطة دم واحدة من الشعب السوري ستتم محاسبتها إن توفر الإثبات. تقول دول.. لديكم إثباتات وأدلة دامغة على تورط الروس في الأزمة السورية، أو كما تحب أن تصف دائماً، الروس لهم يد ضالعة بشكل مؤكد في سفك دم الشعب السوري؟ كل شيء في وقته حلو كما يُقال. لن نترك شيئا يذهب هدرا. تأكد من هذا.
