في الوقت الذي كلف جورج صبرا المعارض امس بتولي مهام رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة حتى موعد انتخاب رئيس جديد الشهر المقبل، اخذت الازمة السورية منحى خطيرا على الميدان بعد تدخل «حزب الله» اللبناني الحليف لنظام الاسد في المعارك المتواصلة منذ ايام في ريف محافظة حمص في حين اعتبرته المعارضة السورية «اعلان حرب» على الشعب السوري. وقال الرئيس المؤقت للائتلاف صبرا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان «ما يجري في حمص هو اعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية ان تتعامل معه على هذا الاساس»، داعيا الحكومة اللبنانية الى ان «تعي خطورة ذلك على حياة السوريين وعلى العلاقة بين الشعبين والدولتين مستقبلا». وأضاف صبرا «على الحكومة اللبنانية ان تتعامل بالجدية اللازمة مع احتلال الاراضي السورية وإرهاب وقتل السوريين»، آملا في ان «يرفع الشعب اللبناني الشقيق صوته عاليا لرفض قتل وإرهاب احرار سوريا». من جانبه، قال نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله نبيل قاووق ان مشاركة الحزب في القتال داخل الاراضي السورية هي «واجب وطني» للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية. وسأل «عما إذا كان المطلوب منا أن نترك أهلنا في القرى الحدودية (داخل سوريا) عرضة للقتل والخطف والذبح والتهجير، وهل المطلوب أن يبقى هؤلاء اللبنانيون رهائن وأن يتركوا وشأنهم»، وذلك بحسب تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية. وأضاف ان «ما يقوم به حزب الله ازاء هذه القضية هو واجب وطني وأخلاقي في حماية اللبنانيين في القرى الحدودية». حيث تشهد منطقة القصير في حمص معارك ضارية في الايام الماضية، يشارك فيها عناصر من قوات النخبة في حزب الله الى جانب القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهته، أوضح القيادي في الجيش السوري الحر العميد محمد أنور سعد الدين في تصريح ل«عكاظ» أمس أن القصير في ريف حمص تشهد محاصرة من جهة لبنان الجنوبية عن طريق ميليشيات حزب الله، ومن الشمال عن طريق قوات نظام الأسد، مؤكدا أن القصير لم تسقط ولم يستطع حزب الله دخولها. وأشار العميد إلى أن النظام وحزب الله يسيطرون على بعض القرى حول القصير، لكنهم لم يستطيعوا الدخول إليها وما يقومون به يأتي تنفيذا لمشروع التقسيم الهادف لإنشاء حزام علوي لهذه الدويلة المنشودة. وأضاف: لقد زج حزب الله وقوات مقتدى الصدر آلاف المقاتلين في ريف حمص وحول القصير وكذلك في دمشق حيث هناك 20 ألف مقاتل إيراني، يريدونها معركة طائفية، فيما نريدها معركة حرية وعدالة. من جهة ثانية، علمت «عكاظ» أن رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو يعاني من صعوبات في تشكيل حكومته، وكشفت مصادر مطلعة في المجلس الوطني السوري ل«عكاظ» أن هيتو لم يتمكن حتى الآن من إقناع قيادات الجيش السوري الحر برئاسته للحكومة، لافتا إلى أن بعض القوى المقاتلة في الداخل ترفض رئاسة هيتو، لكن هذا الرفض ليس لشخصه، وإنما لطريقة انتخابه. إلى ذلك، قال نشطاء من المعارضة انه تأكد مقتل ما لا يقل عن 109 أشخاص وإن ما يصل الى 400 آخرين قتلوا على الارجح في هجوم شنته القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد على مدى اسبوع تقريبا على ضاحية للمعارضة في دمشق. فيما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض امس ان الولاياتالمتحدة تشعر ب«الصدمة» حيال معلومات عن ارتكاب «مجزرة» جديدة نسبت الى قوات النظام السوري في منطقة ريف دمشق.