تكشف الأرقام والإحصائيات للمهاجمين في دوري المحترفين السعودي خلال الأربعة الأعوام الماضية حجم التراجع الواضح في القدرة التهديفية للاعب المحلي وتواري نجم الهدافين بشكل مخيف، وعدم نجاعتهم في اقتناص الفرص وهز الشباك في مقابل هيمنة العنصر الأجنبي واكتساحه قوائم المسجلين للأهداف والمؤثرين في تغيير نتائج المباريات ولاسيما في الموسم الحالي الذي غاب فيه نجم الهداف المحلي بشكل ملفت للأنظار ويثير القلق والتساؤلات حول مستقبل الأخضر السعودي وقدرته على التألق والمنافسة في ظل شح الهدافين مع تقادم الحاليين في السن واعتزال عدد منهم. وعطفا على المعطيات الحالية لا يظهر في الموسمين المقبلين نية إدارات الأندية الاعتماد على الأسماء الواعدة والشابة ومواصلة العمل على استقطاب العناصر الأجنبية ما يعزز التساؤلات هل نضب معين المهاجمين من رياضتنا وشحت من الهدافين؟، أم أن غياب الفرصة وقرارات المدربين قادها إلى هذا المنزلق الخطير، أم أن هناك أسبابا أخرى أفضت إلى هذه المحصلة التي نقرأها بالأرقام ونقف عليها من رصد 4 مواسم عبر إحصائيات الدوري السعودي ومصادر أخرى. النجم الهداف تضاءل حضور المهاجمين السعوديين في قوائم الهدافين لدوري المحترفين السعودي خلال الأربعة أعوام الأخيرة بموسمين حيث تصدر الشلهوب موسم 2010 والشمراني موسم 2011 وتناصف مع فيكتور الصدارة في 2012 وتفوق سبيستان تجالي حتى الآن وسط ملاحقة ويسلي لوبيز قائمة 2013، ورغم تناصف السعوديين مع الأجانب الصدارة إلا أن الغلبة أصبحت للعنصر الأجنبي بشكل واضح أخيرا حيث استأثروا بالمراكز بشكل متصاعد في قائمة العشرين؛ فخلال موسم 2010 كانت نسبة الهدافين الأجانب للسعوديين 50 % بواقع 10 هدافين من أصل 20 واستمرت ذات النسبة في 2011 وفي موسم 2012 وهي نسبة تبدو كبيرة قياسا بنسبة عدد اللاعبين الأجانب للسعوديين، بينما تراجعت بشكل مخيف في هذا الموسم حيث تراجع الهجوم السعودي بنسبة 25 % وبلغ حضور الهدافين الأجانب في قائمة 2013 حتى اليوم 15 هدافا من قائمة ال 20، وفيما لم تضم قائمة العشرة الأوائل إلا مهاجمين فقط وهما ياسر القحطاني وناصر الشمراني ومعدل عمريهما يتجاوز 30 عاما وهو مؤشر سلبي وغير مطمئن لحضور المهاجمين في الكرة السعودية التي تسير إلى نفق مظلم عطفا على الأرقام التي تنبئ إلى تراجع مخيف وأفول المهاجم السعودي الذي يمكن أن يقود لواء المنتخب الأخضر في المحافل الدولية والمشاركات القارية، حيث إن أقرب المهاجمين المنافسين لهما محمد الراشد وقد تجاوز حاجز الثلاثين بينما السهلاوي يتجاوز حاجز السبعة وعشرين عاما. بلغ عدد أهداف الدوري 377 بينها 55 من ركلات جزاء ونجح اللاعبين المحليين في تسجيل 216 هدفا في مقابل أن عدد أهداف اللاعبين الأجانب 154، أي بمعدل 2.86، وحققت نسبة اللاعبين السعوديين فيها نسبة أهداف اللاعبين المحليين 58.38% بينما كانت نسبة أهداف اللاعبين الأجانب 41.62%، وكان عدد أهداف لاعبي الهجوم 178 في مقابل أن إجمالي بقية الاهداف للاعبي الوسط والدفاع 192 هدفا أي بما نسبته 48%. وفي موسم 2011 إرتفعت الاحصائيات لزيادة عدد الفرق، وبلغ عدد أهداف الدوري 534 سجل اللاعبين المحليين منها 292 هدفا بمقابل 235 للاعبين الأجانب ،وبلغ إجمالي معدل الاهداف لكل مباراة 2.93 لكل مباراة، وتراجعت نسبة أهداف اللاعبين المحليين عن الموسم السابق إلى 55.41% فيما بلغت نسبة أهداف اللاعبين الأجانب 44.59% مرتفعة بما يعادل 2.5% عن موسم 2010، وسجل المهاجمون من إجمالي عدد الاهداف 303 هدفا في حين سجل لاعبي الدفاع 46 هدفا ولاعبي الوسط 177 هدفا أي بما نسبته 57% مرتفعا بمقدار 9% عن الموسم السابق لارتفاع بقية النسب بزيادة عدد الفرق. في المقابل، تراجعت نسبة تسجيل المهاجمين في موسم 2012 رغم أن أهداف الدوري واصلت ارتفاعها، حيث بلغت 537 هدفا سجل منها اللاعبون المحليون 318 هدفا فيما سجل الأجانب 212 هدفا، وبلغ معدل الأهداف 2.95 هدف لكل مباراة، وكانت نسبة أهداف اللاعبين المحليين 60% مقارنة بأهداف اللاعبين الأجانب 40 % مرتفعة بمقدار 4% عن الموسم السابق، وبلغت نسبة تسجيل المهاجمين من الأهداف 263 في مقابل 267 سجلها لاعبو بقية المراكز محققا ما نسبته 48.7 % متراجعا 9 % عن الموسم السابق. وفي موسم 2013 الذي يطوي أيامه غدا، بلغ عدد أهداف الدوري حتى الآن 515 ويسجل الهجوم تراجعا مثيرا للجدل إذ بلغ عدد الأهداف المسجلة للاعبين المحليين 255 متفوقا بنسبة طفيفة على الأجانب حيث سجل اللاعبون غير السعوديون 243 بمعدل أهداف 2.94 لكل مباراة، وبلغت نسبة أهداف اللاعبين المحليين 51.2% مقابل 48.8% للأجنبي، وسجل المهاجمون 279 مقابل 219 لبقية المراكز محققا ما نسبته 54%، متفوقا على العام الماضي بنسبة 5% ومتراجعا عن العام الماضي 3%. معدل متراجع تثير أعمار الهدافين السعوديين في دوري المحترفين القلق إذ أنه خلال الموسمين الأخيرين يتجاوز معدل الأعمار سن الثامن والعشرين عاما إذ خلت حصيلة قائمة هدافي الموسمين الماضيين، من اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن الخمسة والعشرين عاما، ويظل نايف هزازي أحدث الهدافين في الموسمين وأصغرهم سنا ويبلغ عمره 25 عاما، وشهد مستواه تراجعا إذ لم يسجل هذا الموسم سوى هدف واحد، وبرز هذا العام في الاتحاد اللاعب فهد المولد الذي يبلغ عمره 19 عاما وهو أصغر المهاجمين السعوديين وأحدثهم حيث سجل 7 أهداف فقط، وإذ ما أستثني من القائمتين لا يوجد أي مهاجم شاب يمكن أن يعول عليه في الفترة المقبلة رغم أنه لا يلعب في خانة المهاجم الصريح وتخلو أندية الهلال والأهلي من المهاجم الذي يمكن أن يصنع الفارق، رغم وجود بعض الأسماء التي يتم الاستعانة بها في الأولمبي لكنها لا ترتقي لدرجة الهداف. ويبدو هذا المؤشر مقلقا باعتبار أن هؤلاء النجوم لمع بريقهم ما بين سن العشرين والرابعة والعشرين إذ انضم ياسر القحطاني للمنتخب عام 2002 وعمره حينها 20 عاما بينما انضم هزازي وعمره لا يتجاوز 21 عاما وغيره من الأسماء الأخرى، وغيرهم من النجوم في الفترة السابقة بيد أن المنتخب يفتقد للهداف الشاب وهو ما ينتظر أن يتم العمل عليه بشكل مما هو عليه حاليا.