رغم مرور عام على معاناة العابرين لطريق الخواجات الرابط بين طريق المدينة وطريق الطائف السيل، التي نشرتها «عكاظ» في 27/8/1433ه، إلا أن الموقف لم يتغير ولم يتحرك أحد للحد من نزيف الدماء الذي لا يزال يسيل على الخط الممتد مسافة تزيد عن 50 كم، والذي بات العابرون يتجنبون السير عبره، في ظل حرمانه من أي تطوير أو إصلاحات منذ عدة قرون، فأصبح يفتقد للإنارة واللوحات الإرشادية، فضلا عن الشقوق التي دبت فيه وباتت تتربص بالعابرين. ويحصد الطريق المؤدي إلى قرى عين شمس وهو ما يعرف ب«خط الخواجات» كل يوم عددا من القتلى والإصابات بسبب رداءة الطريق وضيقه مما جعل الأهالي يطلقون عليه اسم «طريق الموت»، الأمر الذي جعل السائقين يحرصون على تفادي السير في الطريق، خصوصا في أوقات الليل، بسبب أخطار الشاحنات والحوادث الكثيفة نتيجة افتقاد الطريق لوسائل السلامة والإنارة. وبينما يتساءل سكان عين شمس عن أسباب تقاعس الجهات المختصة في إنهاء أخطار الشارع التي يعيشونها منذ 20 عاما، أفاد عبدالله المعبدي أن طريق عين شمس الذي يشق بعض القرى أصبح ساحة للحوادث القاتلة، لافتا إلى أنه لا يمر يوم دون أن تنزف فيه الدماء، وعزا كثرة الحوادث على الطريق إلى افتقاده للإنارة والسفلتة، ووسائل السلامة، مطالبا الجهات المختصة بالتحرك سريعا لإصلاح العيوب التي يعاني منها الطريق وتزويده بوسائل السلامة. وشدد على ضرورة العناية بطريق عين شمس لأهميته، ويعتبر طريقا لغير المسلمين وأغلب سالكيه هم أصحاب الشاحنات التي تنقل البضائع بين المدن، مشيرا إلى أن جميع تلك الميزات لم تشفع له بالحصول على الحد الأدنى من وسائل السلامة التي تحمي العابرين من الحوادث. وأكد سلام اللحياني أنهم تقدموا بشكاوى عدة للجهات المختصة بشأن إجراء الإصلاحات على شارع الصهوة، بيد أنها لم تجد نفعا، مشددا على ضرورة الاهتمام بالشارع وتحويله إلى سريع يحتوي على مسارات عدة، لاسيما أنه يربط بين طريقين مهمين بين الطائفوالمدينة. وبين اللحياني أن خطورة الطريق لم تقتصر على سالكيه، بل امتدت لتنال من أهالي عين شمس الذين يجدون صعوبة في قطع الطريق، لاسيما أن الشارع يقسم عين شمس إلى قسمين، ما يبث القلق والخوف بين الأهالي على أطفالهم، فضلا عن وجود مدرسة ومحال تجارية على جانبه. وطالب اللحياني بوضع مطبات في الطريق لضبط السائقين المستهترين والحد من سرعاتهم، مستغربا افتقاد الطريق الحيوي لأية لوحة إرشادية، متمنيا من الجهات المختصة التحرك سريعا لإنهاء معاناتهم التي يمتد عمرها لعدة عقود، متسائلا عن الأسباب والمسوغات التي تؤخر عملية صيانة الطريق حتى الآن. وأوضح ربيع اللحياني أن أهالي عين شمس يعيشون حالة من القلق والخوف، وهم يشاهدون الحوادث المأساوية التي تقع على الطريق بكثافة، مؤكدا أن الأخطار التي يحفل بها الطريق دفعت الأهالي للرحيل من القرى تاركين منازلهم التي أنفقوا في تشييدها مئات الآلاف من الريالات. وذكر اللحياني أن معاناتهم من طريق الخواجات تمتد لعقود من الزمن، موضحا أن الطريق يعاني من انتشار الحفر فيه وغياب الرصف والإنارة، فما أن تغرب الشمس حتى يخيم عليه الظلام ويسقط السائقون في الحفر والأخاديد التي تنتشر في الطريق بكثافة وتحولت إلى أفخاخ تعطل المركبات، متمنيا تدارك الوضع وإنهاء المشكلة التي يشكو منها أهالي بئر الغنم منذ عقدين من الزمن. ساحة للحوادث أقر الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري بأن الطريق يفتقد لقواعد السلامة، ما حوله إلى ساحة للحوادث الخطرة، مؤكدا أنهم رفعوا إلى الجهة المختصة جميع الملاحظات وأسباب الحوادث للجهة المعنية لتحسين الشارع، كذلك يجري التنسيق مع إحدى الشركات المتعهدة لوضع كاميرات ساهر للحد من الأخطار التي تقع فيه.